للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذات الدين لا تقيم علاقات مع الرجال الأجانب عنها]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

- مشكلتي تبدأ منذ أن تعرفت على هذه الفتاة في العمل والتي أصبحت أحبها حبا شديدا وأكن لها كل الاحترام.

وقد عزمت النية على الارتباط بها. وبهذه النية استطعت أن أقلل في التجاوزات التي تحدث بيننا.

- ولكنني أثناء التحدث معها عرفت أنها كانت على علاقة بزميل لها أثناء الدراسة بكلية الهندسة وقد جمعت بينهما المتعة المحرمة لمدة ٤ سنوات وقد اختلى بها اختلاء كاملا كزوجة ولكن دون أن يعاشرها معاشرة الأزواج حيث إنها مازلت عذراء وذلك في بيت أبيها

وبانتهاء الدراسة تخلى عنها ولم يف بوعده معها.

- وأنا الآن في حيرة تامة من أمري هل أرتبط بها وأحاول نسيان ما عرفت خصوصا وأنها تقسم لي بأغلظ الأيمانات أن ذلك لن يتكرر وأنها ستكون وفية لي إلى الأبد.

أم إن ذلك سيكون عائقا أمام الحصول على حياة سعيدة وهادئة وخصوصا أنني بطبعي لا أثق بأي امرأة ولا أنسى الأشياء بسهوله وأحسب أن ما عرفت سوف يقلل كثيرا من احترامي لها بعد الزواج.

فماذا أفعل؟

أرجو من سيادتكم إفادتي ولكم الجزيل الشكر والعرفان.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أخي في الله بداية أن من سترتبط بها زوجة سوف تكون شريكة حياتك، وستعيش معها تحت سقف واحد، وستكون أما ومربية لأولادك، وهذا يتطلب منك حسن الاختيار فالأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض فبمجرد ميل أحدهم إلى فتاة وشعوره نحوها بشيء من الارتياح قال: هذه فتاة الأحلام، وهذه من كنت أبحث عنها وسارع في الارتباط بها.

فاختيار الزوجة مسألة في غاية الأهمية وتحتاج إلى ترو وتفكير، وسؤال عن هذه الفتاة وعن خلقها ودينها وأهلها، ولذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينكح بهذا التوجيه فقال تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك رواه البخاري ومسلم

فنحن لا ننصحك بالزواج من هذه الفتاة لأنها ليست ذات الدين التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها والحرص عليها، فإن ذات الدين لا تقيم علاقات مع الرجال الأجانب، وهذه قد أقامت علاقة مع الرجال مرتين بحسب ما ذكر في سؤالك. الأولى: مع زميل الدراسة، وقد شاب هذه العلاقة خلوة ومتعة محرمة

الثانية: معك وأنت أجنبي عنها، وشاب هذه العلاقة بعض التجاوزات كما ذكرت.

فإذا تابت إلى الله عز وجل وأقلعت عن فعلها هذا وحسن حالها فتزوجها، وحينها ينبغي أن تعاملها بما يعاملها به الله عز وجل، إذ قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

كما ننصحك بتقوى الله عز وجل والتوبة إليه من علاقتك بهذه الفتاة وغيرها وبإحصان نفسك بالزواج من هذه الفتاة إن تابت وحسنت توبتها أو من أي فتاة أخرى ذات دين.

والله نسأل أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>