للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سافرت إلى الغرب لتحافظ على حجابها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة. بلدي يمنع فيه الحجاب وأهلي يرفضون بقائي بالبيت بحجة أن لي شهادات عليا وينبغي أن أعمل, حتى أني تعرضت للضرب حين رفضت الخروج للعمل ونزعوا حجابي بالقوة. أرسلت طلبا لمواصلة دراستي بالخارج وبالفعل تحصلت علي منحة ووجدت في ذلك مخرجا للحفاظ علي حجابي وارتداء ثياب ساترة وتفادي الشغل (لي في الجامعة مكتبي الخاص والمشرفة علي امرأة) فقد كان أهلي هداهم الله يمنعونني حتى من ارتداء تنورة طويلة وقميص بأكمام , التحق بي أخي بعدها لكنه يتم دراسته عن قريب بعد أن فرحت بمجيئه بصفته محرما لي. هل إقدامي على السفر خطأ وهل بقائي هنا إن من الله علي بشغل أراعي فيه حدود الله دون اختلاط محافظة على حجابي (خاصة إذا سافرت بعدها لبلد مسلم) فيه شيء؟ . أفتوني يرحمكم الله فإني أخشى أن أكون على خطأ وضلالة وأنا أحسب أني على طاعة وعلى خير فألقى ربي بصحيفة سوداء ووالله إن هذا الأمر ليقض مضجعي خاصة بعد تجربة طلاق كسرتني وانهرت بعدها ولا يكاد يمر يوم دون أن أسكب فيه من العبرات ما يعلمه الله وصرت أرى أن ما أمر به من مشاكل ما هو إلا لغضب الله سبحانه علي وأدعو الله دائما بتفريج كربتي لكن الإحساس الدائم بالألم وبأن الله ما يصيب بمصيبة إلا بذنب يحرق قلبي.

عذرا على الإطالة وسدد الله رأيكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يتعين على الأهل أن يكونوا عونا لبنتهم على المواصلة في طريق الهدى عملا بقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً] (التحريم: ٦) .

ولا يجوز لهم إجبارها على نزع الحجاب، كما لا تجوز لها طاعتهم في ذلك، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٣١٩٥٦.

وأما السفر للخارج بدون محرم فالأصل منعه لثبوت النهي في حديث الصحيحين.

ثم إن من لا يستطيع الحفاظ على دينه في وطنه الأصلي تتعين عليه الهجرة منه إلى بلد يتمكن فيه من التمسك بطاعة الله تعالى، ولكن يتعين عليه أولا أن يبحث عن بلد مسلم أولا لأن السكن بين أظهر المشركين منهي عنه شرعا، فإن لم يتيسر له ذلك ووجد بلدا غير مسلم ولكنه يعطي الحرية للإنسان في الحفاظ على تمسكه بدينه فلا شك أن السكن به أولى من البلد الذي يمنع فيه من الالتزام بالدين، ولذا فإنا ننصحك بالإكثار من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى والإنابة والإقبال بصدق على طاعته، وعليك أن تبحثي عن بلد مسلم تمكنك فيه الإقامة والاستقامة على الدين فإن لم يتيسر فلا حرج عليك في البقاء في البلد الذي تقيمين فيه حالا ما دام بلدك الأصلي على الحال المذكورة.

وننصحك البحث عن زوج صالح يكون عونا لك على طاعة ربك، فقد كان من هدي السلف عرض المرأة نفسها على من يتزوج بها وعرض الرجل بنته على من يتزوج بها.

ونسأل الله أن يفرج كروب الأمة وأن يزيح الحدود بين البلاد الإسلامية وأن يخرج العراقيل المانعة من تمسك الناس بدينهم الذي هو سبب عزهم وصلاح أمورهم في الدنيا والآخرة.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: ٣٨٠٠٥، ٣٤٢٠، ٦٠١٥، ٣٢٩٨١، ٣٢٩٥٥، ١٦٩٤٦، ٥٢٤٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ ربيع الأول ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>