للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سبل دفع الغضب وكظم الغيظ]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أسأل عن علاج قوي لبذاءة اللسان كالشتائم وغيرها وفحش القول رغم أنني ولله والحمد لله كثير الذكر إلا أنني عندما يستفزني أحد أحس أني أتحول إلى إنسان آخر أو شخصية أخرى؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من استشعر مراقبة الله تعالى له، وأنه سائله عن الكبير والصغير والنقير والقطمير وعن كل ما فاه به أو عملته جوارحه أو عزم عليه قلبه فإنه سيتقي الله وسيحاسب نفسه ويجاهدها، فقد قال الله تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ* عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الحجر:٩٢-٩٣} ، وقال أيضاً: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ {الصافات:٢٤} .

وإن المؤمن المراقب لله يكفيه أن يعلم خطورة بذاءة اللسان على دين الإنسان، وفضل حُسن الخلق لنيل أعلى الرتب -لكي يضبط نفسه- وانظر الفتوى رقم: ٦٩٢٣، والفتوى رقم: ٢٩٧٦٨.

هذا.. ولقد ذكر الله من صفات المؤمنين المتقين الذين يستحقون مغفرة الله والجنة أنهم يضبطون أنفسهم عند الغضب، قال الله تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:١٣٣-١٣٤} ، وقال صلى الله عليه وسلم: من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الأرناؤوط والألباني، وانظر سبل دفع الغضب وكظم الغيظ في الفتوى رقم: ٨٠٣٨، والفتوى رقم: ٢٤٨٢٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ ذو الحجة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>