للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسألة في الطلاق]

[السُّؤَالُ]

ـ[فظيلة الشيخ: قدر الله ووقع خلاف بيني وبين زوجتي وقام أحد إخوتها بأخذها من منزلي فحاولت الاتصال بها ولم أتمكن ودار شجار بيني وبين إخوتها ولم أستطع مكالمتها فقد كانوا كالسد المنيع في وجهي وكان سبب خلافنا بسيط, فبدأ الخلاف يكبر بيننا ووقعت في تناول حبوب ـ الكبجبتاجون ـ بعد غيابها لجهلي ومشاكل الأطفال، حيث صرت لهم الأم والأب وأخذت أتناول جرعات كبيرة ـ وتحت استفزاز أخيها والظروف ومطالبته بتطليقها ـ تلفظت بالطلاق بلا إدراك في المرة الأولي وقمت بإرساله لها، وبعد فترة اتصلت لمحاولة إصلاح الأمر فأخذ في استفزازي وقال لي أنت لست رجلا وقال ألم تطلق فقلت له إنها ـ مرة واحدة ـ فأخذ يستفزني بأسوء الأوصاف مثل كلمة ـ لزقةـ ولست برجل ويحثني فتلفظت مرة أخرى، فقال لي بقيت واحدة ـ تكفا ـ أنطقها فنطقتها، وكل ذلك في رسالة، علما بأن جمبع ما تلفظت به كنت بحالة سيئة وغضب شديد تحت ثأثير المخدر، وفي يوم العيد دار خلاف كذلك فأرسلت برسالة وقلت فيها: أنت طالق مرتين وكنت أيضا تحت تأثير المخدر وفي حالة غضب شديد فعلمت أن الأمل شبه منته فندمت وتبت إلى الله واتصلت بأخيها لكي يساعدني بطلب فتوى، فقال لي: سألت شيخا فقال: إن الطلاق قد وقع، فوقعت تحت صدمة وتناولت كمية كبيرة ثم أرسلت لشقيقتها رسالة تأكيد الطلاق ولم أتمالك نفسي وأرسلت رسالة واحدة ذكرت الطلاق فيها سبع مرات ـ على ما أعتقد ـ واتجهت إلى المحكمة وكان في يوم الخميس ولم أكن أعلم أنها عطلة وقد علمت أنني وقعت ضحية كذب أخيها علي فلم يخبرني باسم الشيخ الذي سأله رغم محاولاتي فاعتقدت أنها طلقت مني وتلفظت بالطلاق الأخير ولولا ذلك لما تلفظت به، فقد تبت إلى الله وكان أملي بالله كبير، فأنا في حيرة من أمري وجميع ألفاظي بالطلاق وقعت في ظروف قهرية فلم أكن بحالتي الطبيعية وكثيراً من الأحيان أبكي عندما يزول التأثير وأطفالي في حالة ضياع وزوجتي سامحتني وأنا تائب إلى الله ـ فالغضب والاستفزاز والمخدرات لم تترك لي عقلا وقت الطلاق وقد كنت أكلم نفسي وأتخيل زوجتي أمامي وأنا أتحدث معها ـ ثم انتبهت لنفسي بعد فترة وأذكر أن زوجتي اتصلت بي، ولكن لم أعلم ماذا قالت لي؟ وسألتها وقالت إنني كلمتها وفجأة أغلقت الهاتف في وجهها، فهل وقع الطلاق أم لا؟ علما بأنني أبكي كالأطفال على زوجتي وأقسم لم أتلفظ بالطلاق وأنا مدرك لشيء وعرفت ذلك من ملابسي وهيئتي وقد شاهدت ذلك في عيون كل من شاهدني، وأهلي شاهدوني عدة مرات أبكي على فراشي وكنت أعتقد بأن لا أحد يعلم بي ولدينا سبعة أطفال أحب زوجتي وهي كذلك وهي بالخرج وأنا بعرعر وكنت كالنائم لأكثر من شهر، وقد اتصلت بي زوجتي وقالت اسأل شيخا إن كان لنا أمل فسوف أرجع وهي أيضا تشعر بالذنب، لأنها لم توكل أخاها فهي لا تعلم عن بعض تصرفاته، علما بأننا منعنا من مكالمة فيما بيننا قبل التلفظ بأي طلقة وكان هدفهم إذلالي لا أكثر.

فتوجهت إلى الله الكريم أولا ثم لفضيلتكم سائلا الله عز وجل أن يفتح لي بابا واحدا أجتمع من خلاله بزوجتي لنرجع أسرة واحدة ولحياة جديدة فلنا أكثر من شهر ونصف لم نلتق وأطفالنا قصر وأنا لدي إعاقة وأعاني من ضغط وتسارع نبضات القلب ولا أستطيع تربية أطفالي بدون أمهم وهي كذلك، فإن احتمل أهلها أطفالي لن يكون طويلا ولن يكون فراقهم سهل علي أو عليها إننا في حالة عذاب وحيرة وأمل ورجاء.

هذه إفادتي والله يعلم صدق نيتي.

هذا والله يحفظكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن طلاق من غلب على عقله بنحو غضب شديد أفقده تمييزه أو سكر غيب عقله، فإن طلاقه لا يقع، كما بينا ذلك في الفتويين رقم: ١١٦٣٧، ورقم: ١١٥٦٦.

لكننا لا نستطيع القطع بأنك قد بلغت هذه الحالة التي يسقط فيها التكليف ويلغو فيها الطلاق، وعلى كل حال فإننا ننصحك بأن تتوجه إلى المحكمة الشرعية في بلدك وتقص عليهم ما كان منك وملابسات هذه التطليقات من ظروف وأحوال وهم الذين يقررون وقوع الطلاق أو عدمه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>