للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سر اهتمام سورة محمد بكشف المنافقين]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو سر اهتمام سورة محمد بالمنافقين وكشفهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أفاض الله سبحانه في كتابه العزيز في الحديث عن المنافقين في أكثر من سورة، بل إنه سمى سورة باسمهم "سورة المنافقين"، وفي كل هذه السور يكشف المولى جل وعلا عن صفات وملامح هؤلاء القوم لعباده المؤمنين، وما هم عليه من حقد وبغض للإسلام والمسلمين، رغم أنهم إذا لقوا المؤمنين يظهرون الإيمان والمحبة، وهذا ما جعلهم أشد خطراً من الكفار الخُلّص، لأن أولئك أمرهم مكشوف لنا، بينما المنافقون قوم يعيشون بين أظهرنا ويعلنون انتماءهم لديننا، إلا أنهم في حقيقة أمرهم ليسوا منا؛ لما يبطنوه من الكفر، وهذا ما جعل القرآن الكريم يكثر من أوصافهم حتى نحذرهم ونأمن شرورهم، لأنهم معاول هدم وفساد للأمة قديماً وحديثاً.

ومن جملة تلك الأوصاف ما قصه الحق سبحانه علينا في سورة محمد، ومن ذلك سخريتهم واستهزاؤهم بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يتظاهرون بالاستماع لحديثه وحينما يخرجون من عنده يسألون عماذا كان يقول آنفا: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً [محمد:١٦] .

ومما ذكرته هذه السورة المباركة عن المنافقين أنه إذا أنزل الله تعالى سورة يأمر فيها بالجهاد ينكشف جزعهم وضعف نفوسهم من مواجهة هذا التكليف، إلى غير ذلك من الأوصاف السيئة التي يتمتع بها المنافقون.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ رجب ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>