للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[غلاء الإيجارات لا يسوغ الاقتراض بالربا]

[السُّؤَالُ]

ـ[في المغرب لا توجد بنوك إسلامية وعليه إذا أراد شخص أن يشتري بيتا ليسكنه فهو يلجأ إلي البنوك الأخرى التي تقرض بالفائدة مع العلم أن كلفة تأجير المنازل مرتفعة جدا وبعد مرور السنين يجد الشخص نفسه قد أنفق مالا كثيرا دون الحصول علي أي شيء. المرجو منكم المشورة والحلول الممكنة دون إحالتي على الفتاوى الماضية لأنني قد اطلعت عليها ولم أجد جوابا ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الاقتراض من البنك بفائدة ربوية، وذلك لأن الربا محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وقد ورد التحذير الشديد والتهديد العظيم لمن يتعامل بالربا، ووصف بأنه محارب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة: ٢٨٧-٢٧٩} . ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم.

أما ما ذكرته من عدم وجود بنوك إسلامية وغلاء الإيجارات فهذا كله ليس مسوغا للإقدام على هذه الكبيرة الخطيرة، إلا إذا بلغ الأمر حد الضرورة، والضرورة في مثل هذه المسألة غالبا غير واردة، وذلك لأن الضرورة عند الفقهاء أن يبلغ الإنسان حدا إن لم يرتكب المحظور هلك أو قارب الهلاك.

فليتق الله من يفكر في ذلك وليصبر فإن الله تعالى جاعل لمن اتقاه فرجا. قال الله سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: ٢-٣} ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>