للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معنى الطاغوت لغة واصطلاحا وحكم التحاكم إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.

سؤالي هو:

أولا: ماهو الطاغوت؟

ثانيا: هل يجوز التحاكم الىالطاغوت؟

أفتونا جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالطاغوت لغة: من طغا يطغى طغياً، ويطغو طغياناً أي: جاوز القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وكل مجاوز حده في العصيان طاغٍ.

ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي إذ يقول الإمام الطبري: والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود أو شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً، أو كائناً ما كان من شيء. اهـ الطبري ٢١/٣.

وقد زاد الإمام ابن القيم تعريف الإمام الطبري توضيحاً، فقال: (الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته) . إعلام الموقعين ١/٥٠.

ولا يخفى وجوب تقييد ذلك بحال الرضا ممن يعبد من دون الله عز وجل، أما من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك، فليس بطاغوت ألبتة، ولا إثم عليه في غلو من غلا فيه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ ربيع الثاني ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>