للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإقبال والإدبار في مسح الرأس سنة مستحبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجب على المرأة عند مسح رأسها في الوضوء أن تقبل وتدبر بيديها على رأسها؟ وما الدليل على ذلك؟

وهل هناك اختلاف بين أهل العلم في هذه المسألة؟

وإذا كان الأمر على سبيل الوجوب، ماذا على المرأة التي لم تكن تعلم الحكم؟

وماذا تفعل المرأة إذا كان شعرها يتقصف من الإقبال والإدبار؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أصل المسح على الرأس لا خلاف فيه، لقوله تعالى: (وامسحوا برؤوسكم) ، وإنما الخلاف في القدر المجزئ منه، فقيل كله، وقيل يجزئ بعضه، والراجح وجوب مسحه كله، لأنه عليه الصلاة والسلام مسحه كله، وفعله بيان للأمر المتقدم في قوله تعالى: (وامسحوا برؤوسكم) ، وبيان الأمر يأخذ مرتبته، والأصل في الأمر أن يكون للوجوب.

أما الإقبال والإدبار فإنما هو صفة للمسح فقط: وهو مستحب على قول أكثر أهل العلم، واستدلوا بما رواه عبد الله بن زيد في وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فمسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه" متفق عليه.

ويستثنى من ذلك ما إذا خاف أن ينتفش شعره برد يديه، فإنه لا يردهما، بل يمسح إلى قفاه فقط. وعلى هذا فصفة المسح من إقبال أو إدبار إنما هي مستحبة فقط، ويسقط استحبابها بتساقط الشعر بسببها خصوصاً بالنسبة للنساء. والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ صفر ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>