للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الخطبة والتعارف وتبادل الصورعن طريق مواقع الزواج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة عمري ٢٥ سنة الحمد لله أراعي حدود الله معلمة في مدرسة إسلامية, دخلت موقعا إسلاميا للتعارف بهدف الزواج, المهم تعرفت على شاب عمره ٣١ أحسبه من الملتزمين هذا ما دل عليه كلامه المنضبط, تكلمنا أولا داخل الموقع بعدها تكلمنا على الماسنجر ووضع كل منا صورة له.

لا بد من الإشارة أننا من جنسيتين مختلفتين لكن يجمعنا الدين الواحد نحن إلى الآن متفقان في الأفكار والأهداف وأنا والدتي على علم بأمر كلامي مع شاب على النت, وهي تثق بي لذلك لم تعارض الأمر, وأخي كذلك لكن الاختلاف على موضوع الرؤية على الكام قبل أن يأتي لإكمال التعرف علي وعلى أهلي

هل يجوز أن أتكلم معه على الكام لمدة معينة لتكتمل الصورة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن محادثة الرجل للمرأة الأجنبية هو من أحد أسباب الفساد، وهو أول خطوات الشيطان، سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق وسائل الاتصال كالهاتف، والإنترنت.

وقد حذر الشرع جداًً من وجود علاقات بين الرجال والنساء حتى إنه أغلق الأبواب الموصلة للحرام، وهو ما يسمى عند العلماء بسد الذرائع، واتخذ لذلك سبلاًً كثيرة. ومنها أن الرجل لا يسلم على الشابة، وإذا سلم عليها فلا ترد عليه كما قال صاحب" كشف القناع " وإذا سلم الرجل عليها – أي على الشابة - لم ترده دفعاًً للمفسدة، ونص علماء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة بالسلام وكذا ردها عليه، وقد نص العلماء على قواعد فقهية منها ما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام.

وللإنترنت مخاطر كثيرة ومفاسد عظيمة، منها على سبيل المثال: أنه من الصعب معرفة صدق الباحثين عن الزوجات، والباحثات عن الأزواج، وقد يصل الأمر إلى علاقات محرمة، وهذا واقع كثيراًً في مثل هذه الحالات، وأما قولك: إن أمك تثق بك لذلك تتركك تتكلمين مع شاب أجنبي، فإن ثقة الأهل بك وثقتك بنفسك لا يبيح ما حرمه الله عز وجل، لأنه كما تقدم بأن الشرع يمنع أشياء من الوقاية، ولأن أحكام الشرع أحكام عامة، وإذا كانت أمك تثق بك فهل تثق بهذا الشاب الذي لا تعرفه، وهل تثق بالشيطان الذي قد يوقع بينكما شراًً.

ولذلك أنصح لك - أختي السائلة – بما يلي:

١- اتركي الكلام مع أي شاب على الشات خشية الوقوع في الفتن.

٢- الكف عن إرسال صورتك لأي سبب كان، فإن كان جاداًً فليأت إلى بيتكم ولينظر إليك وتنظرين إليه كما أباح الشرع.

٣- ننصح أولياء الأمور إذا أرادت المرأة الزواج عن طريق مواقع الزواج، بأن يكون ذلك عن طريق أولياء المرأة مع الرجل الذي يريد الزواج ليعطوا له ما يريده من معلومات، حتى إذا حدث اتفاق تقدم الشاب إليهم، وأكلمت بقية الإجراءات كما هي العادة.

وننصح القائمين على المواقع من أجل الزواج ألا يكونوا سبباًً في إيقاع علاقات بين الجنسيين، قد يغلب فيها الفساد على الإصلاح، والكذب على الصدق.

فإن قال قائل: إنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل محتجين على ذلك بحديث المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه البخاري، فالجواب: إنه لا يجوز الاحتجاج بذلك مطلقاًً، لأن الأئمة فهموا من ذلك جواز عرض نفسها على الرجل الصالح كما قال البخاري: باب: عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.

فأنى نجد هذا عبر الشات؟ فلا يجوز الخلوة بها، ولا الكلام معها بدون محرم، ولا غير ذلك مما هو واقع الآن.

وللمزيد راجعي الفتاوى التالية أرقامها: ١٠٧٨٤٩، ٢٠٢٩٦، ٢١٠٥٤، ٩٥١٤١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>