للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الخير في ما قضى الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم

في مرة ذهبت إلى إحدى الدول العربية وجلبت معي أشرطة دينية خطب وأدعية، وأدخلتها بطريقة التهريب،

وضبطت مني بحجة أنها اشرطة محظورة، وأنا متسلف المبلغ وأنا خاير، أرشدوني، وهل الطريقة التي أدخلتها بها صحيحة؟

والسلام عليكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان قصدك بكلمة خاير أنك قد استخرت الله قبل القيام بهذا العمل، الاستخارة الشرعية وعملت بما شرح له صدرك، فجرى لك ما جرى، فارض بما قضى الله، فقد ثبت في مسند الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما قضى. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضاه، ومن شقاوة ابن آدم ترك الاستخارة وتسخطه بما قضى الله.

فإذا كنت قد أقدمت على هذا الأمر بعد استخارة الله، فعليك أن تكمل السبب الثاني للسعادة وهو الرضا بما قضى لك، فإن الخير في ما قضى، وراجع الفتوى رقم: ٣٢٣٧٧،، وجلبك لهذه الأشرطة الدينية لا يخلو من حالين:

فإذا كنت قد جلبت هذه الأشرطة وقمت بتهريبها للتجارة فيها فقد أخطأت، وقد سبق بيان حكم ذلك في الفتوى رقم: ١٥٩٨١.

وإذا كنت قد جلبتها لتوزيعها على الناس للانتفاع بما فيها من خير وهدى، ترجو بذلك الأجر والثواب لا التجارة، وغلب على ظنك السلامة، والبلد المجلوبة إليه تلك الأشرطة في حاجة إليها، ولا يوجد فيه ما يسد مسدها، فلا ريب أن عملك هذا من أعظم القرب إلى الله، وما أصابك فيه من ضياع مال أو مشقة فإن الله يأجرك عليه أعظم الأجر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ ربيع الثاني ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>