للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أناط الله حياة الإنسان بالروح]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يوجد ملك الموت لوحده أم لديه أعوان ولماذا يموت الإنسان إذا نفذ الدم منه مثلا ولا تزال روحه فيه، فهل الروح هي السبب الوحيد للحياة ولا يؤثر أي عامل آخر على ذلك؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ملك الموت واحد وله أعوان؛ كما دلت على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، قال الله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ {السجدة:١١} ، وله أعوان؛ كما في قوله تعالى: حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُون َ {الأنعام:٦١} ، وقال تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ {الأعراف:٣٧} ، وسبق بيان ذلك بمزيد من التفصيل والأدلة في الفتوى رقم: ٢٠٦٥٧، والفتوى رقم: ٥٧٧٤٣ نرجو أن تطلع عليهما.

وأما كون الحي يموت إذا نفد دمه فلأن الدم هو الذي به قوام حياته فإذا خرج منه بالكلية خرجت منه الروح وفارق الحياة بالطبع، كما إذا أصيب مقتله في أي جزء من أجزاء جسمه ولو لم يخرج منه الدم، والروح هي النفخة الإلهية والسر الغيبي الذي أودعه الله تعالى في الجسم الحي وأناط بها الحياة وبدونها يصبح الجسم جثة هامدة، وهي مما استأثر الله بعلمه وحقيقة كنهه، فقال الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلَاّ قَلِيلاً {الإسراء:٨٥} ، ومما يؤكد إعجاز القرآن ويوضحه للعيان أن الروح لا يعلم عنها إنسان القرن الواحد والعشرين -رغم ما وصل إليه من تقدم في مجالات المعارف- أكثر مما يعرفه عنها إنسان العصور الحجرية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الثانية ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>