للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سهولة الحياة في الجنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤال يطرح نفسه - إذا كانت الجنة بها الحياة السهلة وكل شيء مما تشتهون فما الفارق بيننا وبين الأنعام التي لا تفكر ولا تفعل إلا الأكل والشرب والجماع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن الواجب على المسلم الأدب مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم إذ الذي وصف الحياة في الجنة بكونها سهلة ميسرة هو الوحي المنزل من عند الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب على المسلم تصديق ما أخبر الله تعالى به وفقا لما أخبر دون الدخول في شيء من التكلف المذموم، وإنما كانت الجنة كذلك لأنها دار الجزاء على صبر أهلها على ما كلفوا به من ابتلاء في هذه الدنيا، قال تعالى: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا {الإنسان: ١٢} وقال: وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ {الرعد: ٢٣ ـ ٢٤} فإن كان مع هذا النعيم تكليف وتعب وشقاء لم يكن نعيما خالصا، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن أهل الجنة ليسوا في أكل وشرب وجماع فقط بل هم كذلك في ذكر لله تعالى وتسبيح لا على سبيل التكليف بل على سبيل الشكر والتمجيد لهذا المنعم المتفضل، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٦٠٦٧٦، والفتوى رقم: ٢٨٤١٩، وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم الاهتمام بالسؤال عما وراءه عمل فذلك أجدى له وأنفع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>