للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوبة من السعي في الغش]

[السُّؤَالُ]

ـ[يافضيلة الشيخ حدثت معي حادثة أريد منكم أن تبين الحكم الشرعي فيها كنت طالبا في الثالث إعدادي في إحد ى الدول العربية تعرفت على شخص يدعي أنه يستطيع أن يحصل لي على أسئلة الامتحان البكلوريا وبدأ يزن لي الكلام وهكذا أقنعني وطلب مني مبلغا ولم يكن بوسعي الحصول عليه فقال لي لو تستطيع أن تأتي لي بأربع طلاب يدفعون المبلغ لكي تحصل أنت على الأسئلة وبالفعل أعرف أصدقاء لي عرب فأخبرتهم بالقصة وطمأنتهم فقبلوا وعلى أساس هم يدفعوا المبلغ وأنا كذلك فكذبت عليهم ويالها من كذبة حمقاء أوهمتهم بأني سادفع وكان العكس. وقام ذلك الشخص المحتال يعمل لنا لقاءات مع شخص كبير السن نوعا ما وأغرونا بالكلام وكنا نلتقي معه في بيته المزعوم كل واحد على حده أنا كنت المنسق للقاءات وقال لنا أثناء الامتحان امتحنوا ونحن أثناء التصحيح نسحب أوراقكم عن طريق رقم الامتحان الخاص بكل طالب بصفتنا مسؤولين في لجنة التصحيح وهكذا لم أحضر للامتحان وكان أحد من أصدقائي كان ينقصه مبلغا فأعطيته وهكذا شاركت معهم ولو بقليل وعند خروج النتائج اتضح الأمر وكانت الصاعقة على الجميع وهرب الشخص وحتى البيت الذي كنا نلتقي فيه كان خاليا وحطموا مستقبلنا أي نصب واحتيال هذا؟ وسؤالي هو لقد تاب الله علي ورجعت إلى الله وهل هذا يعني أني أكلت أموال أصدقائي وأنا لم أقصد أن أخدعهم بل أنا وهم انخدعنا ولم أتقاسم مع المحتال المال ولو مليم واحد إلا أني قلت لهم سأدفع معكم فقط لأن من شروط التوبة إرجاع الأموال إلى أهلها ولا أعرف كيف خدعت والبلد الذي كان معروفا بالتجاوزات وهذا الشخص هل أدعو عليه أو له؟ وبعدها كل واحد منا رجع إلى بلده وانقطعت الاتصالات بيننا لأن كل واحد غادر على حدة. أسأل الله أن يتوب علينا وعلى المومنين والمومنات. وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكما ذكرت فإن العمل الذي قمت به مع ذلك المحتال أمر محرم لا يجوز للمسلم أن يفعله لما فيه من الغش والمكر والخداع والكذب.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن غش فليس منا. وفي رواية من غشنا فليس منا. رواه مسلم. وفي رواية ابن حبان والطبراني: من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار. صححه الألباني في السلسلة. ولذلك فإن عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى. وتستسمح من إخوانك الذين أوقعتهم في شرك ذلك المحتال، وما دمت لم تأخذ من إخوانك مالا وإنما دفعوا أموالهم للشخص المذكور ولم تشاركه في المال فليس عليك إرجاع المال لهم لأنهم هم الذين دفعوا مالهم. وإنما يلزمك التوبة من الكذب والغش وخداع أصدقائك.. وعليك أن تكثر من الدعاء لهم ما دمت لم تجدهم وتستسمحهم، وعليهم هم أيضا أن يتوبوا إلى الله تعالى مما سعوا فيه من الغش. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتاوي: ٤٤٥١٠، ٢٩٣٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>