للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إعلان الإفلاس في منظور الشرع]

[السُّؤَالُ]

ـ[عليً ديون لشركات الكردت كارد، جزء بسيط من المبلغ استعملته لي والجزء الأكبر استعملته لفك محنة أخي الذي دخل السجن بسبب الديون ولديه زوجة وأطفال كانوا مهددين بالطرد من الشقة إذا لم يدفعوا الأجرة. وهذه المبالغ المسحوبة طبعاً عليها فائدة ربوية , وهذه الفائدة أصبحت تتزايد بشكل كبير بحيث إنه كلما أرسلت دفعة كان الدين أو المبلغ الأساسي بازدياد لا بتناقص ومع غلاء المعيشة وأنا موظف راتبي محدود, لم أعد قادرا على دفع الفواتير المتهافتة علي كل شهر. وتوقفت عن إرسال الأقساط الشهرية لكل كرت وتجاهلت كل المحاولات التي كانت فيها الشركات تحاول أن تطالبني بالدفع. وبعد مرور ما يقارب العام على هذه الحال قامت الشركات ببيع قيمة الديون لشركات خاصة بتحصيل الديون, أي أن الشركات الأصلية مقابل مبلغ معين تخلت عن حقها بالمطالبة بالديون لشركات أخرى.

المبلغ كبير ولا أدري حقيقة كم هو ولأكثر من شركة. والشركات التي اشترت هذه الديون تطالب بقيمة مالية معينة , ولا أدري إن كان هذا المبلغ الأساسي, أم أنه يشمل الفائدة أيضاً.

وحتى هذه اللحظة ليس بمقدوري أن أسدد الدين فماذا أفعل؟ وكيف الخلاص بطريقة ضمن الشريعة الإسلامية.الكثير ممن حولي ينصحوني بعمل (بانك ربسي) إعلان الإفلاس بالمحكمة عن طريق توكيل محام. وهذا الأمر دارج جداً في أمريكا.

أرجو منكم النصح والإرشاد. فهل يمكن عمل الإفلاس الآن ومحاولة التصدق بمبلغ معين كلما سنحت الفرصة بنية سداد الدين؟

وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك تسديده لهذه الشركات هو رأس مال الدين فقط، أما الفوائد المترتبة عليه فإنها رباً محرم يجب عليك الامتناع عن دفعه عند القدرة على ذلك، وإذا تعين إعلان إفلاسك طريقاً للامتناع عن دفع هذه الفوائد ولو لم تكن مفلساً وجب ذلك. أما إذا لم يتعين طريقاً للامتناع عن دفع هذه الفوائد فلا يجوز لك إعلان إفلاسك إلا إذا كنت مفلساً حقيقة على حسب ما هو متعارف لديهم، وإلا كان ذلك كذباً وغشاً محرما.

وفي كلتا الحالتين يجب عليك أن تقوم بسداد رأس مال الدين متى ما قدرت على ذلك ولو بطريقة غير مباشرة وتسديد هذا المبلغ إنما يكون للشركات صاحبة الدين لعدم صحة بيع الدين لغير من هو عليه على نحو ما يجري في البلاد الغربية، وراجع للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٨٨٤٧، ١٩٥٢، ١٠٢٦٦، ٣٥١٢٨، ٢٣٢١١، ٦٠٤٧٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>