للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العلاقة هذه من تزيين الشيطان]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أحب رجلا متزوجا، وهو كذلك، وهو يقول لي إننا لا نفعل شيئا خطأ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليكما أن تتقيا الله تبارك وتعالى، وأن تقطعا هذه العلاقة المحرمة، فإن تحادثكما وتلاقيكما وتبادلكما كلمات الحب والغرام مما لا يرضاه الله ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم- وقد سد الإسلام ذرائع الشر وأغلق أبواب الفتنة، فمنع من إطلاق البصر بين الجنسين، ومنع من المحادثة المشتملة على الخضوع بالقول الداعية إلى الفتنة والشر, كل ذلك درءا للمفاسد وتجفيفا لمنابع الرذيلة, ولا توجد علاقة يقرها الإسلام بين رجل وامرأة إلا في إطار من العفة والصيانة, ولا سبيل إلى ذلك إلا بالزواج, فإن لم يكن هنالك مانع شرعي من زواجكما، وتيسر لكما أمره، فهو أمر حسن، فقد روى ابن ماجه أنه –صلى الله عليه وسلم- قال: لم يرْ للمتحابين مثل النكاح. وإن لم يتيسر ذلك فبقاء هذه العلاقة بينكما أمر محرم، لا يقره الإسلام ولا يليق مثله بالمسلمين, بل عليك أن تعرضي عن كل ما يضر بك في دينك، وأن تقطعي علاقتك بهذا الرجل إن لم يتيسر لك الزواج به حرصا على سلامة قلبك.

واعلمي أن هذا العشق المحرم لم يتسلل إلى قلبك إلا لأنك لم تملئيه بمحبة الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- كما قال الشاعر:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *فصادف قلباً فارغاً فتمكنا

فلا تستبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير، واملئي قلبك بمحبة الله –عز وجل- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- واصحبي الصالحات من أخواتك اللائي يعنّك على طاعة ربك عز وجل والاجتهاد في التقرب إليه.

نسأل الله أن يصرف عنا وعنك السوء والفحشاء، وأن يجعلنا وإياك من عباده المخلصين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>