للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من حسن عشرة المرأة لزوجها إكرام أمه والصبر عليها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعيش أنا وزوجتي عند أهلي لا توجد أية مشاكل ولله الحمد، لكن زوجتي تتضايق إذا دخلت أمي أو أخي غرفة نومنا وأنا أحرج أن أقول لهما، علماً بأن أمي تدخل لغرفتنا لتنظيفها إذا لم تكن زوجتي قد نظفتها، أما أخي فيدخل لمشاهدة التلفاز، أنا لا أجد حرجاً في ذلك، لكن زوجتي العكس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية اعلم أن أخاك إن لم تكن بينه وبين زوجتك محرميةمن رضاع فإنه أجنبي عنها كغيره من الأجانب تترتب عليه أحكام غير المحارم من حرمة النظر والخلوة وغير ذلك، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.

والحمو هو: أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه، كابن الأخ، وابن العم، فقوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. معناه: تعظيم أمر دخول أقارب الزوج على زوجته إن لم يكونوا محارم لها، فالخوف منهم أكثر والفتنة بهم أكبر، لتمكنهم من الدخول على المرأة والخلوة بها من غير أن ينكر ذلك عليهم في عادة الناس.

ومن حق زوجتك أن تتضايق من دخوله إلى غرفتها وليس النظر إلى التلفاز مبرراً للدخول فبإمكانك إخراج التلفاز من غرفتكم، أما تضايق زوجتك من دخول أمك إلى غرفة نومكم فإذا لم يكن هناك سبب لا نعلمه لتضايقها فإنه لا ينبغي لها ذلك؛ وينبغي أن تعرف لوالدتك قدرها وتوقرها لكبر سنها خاصة وأنها تقوم بخدمتك وخدمتها كما هو واضح من السؤال وفي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.

وينبغي أن تتلطف بزوجتك لنصحها بهذا، وإذا استطعت أن تجمع بين بر أمك وتحقيق رغبة زوجتك فافعل.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>