للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الذهاب إلى الطبيب النفساني لا يتنافى مع الدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من الوسواس القهري في الطهارة والصلاة وأمور أخرى منذ فترة وحاولت التخلص منه عن طريق الاستعاذة ولكني لم أستطع وفكرت في الذهاب للطبيب النفسي ولكني أرى أن بذهابي إلى الطبيب النفسي أكون مقتنعة بأن ما عندي لا يذهب بالتدين ولكن بالطب وكأني فضلت الطب على التخلص من الوسواس عن طريق الدين لأني في أوقات كثيرة أكون مقتنعة بأن علاجي يكون بالطب وليس بالدين وأطرد هذا الوسواس من بالي لكن أجد نفسي مقتنعة بذلك كثيرا.

وأخاف أن أذهب للطبيب النفسي فأكون قد أكدت هذا الاقتناع بأن علاجي هو بالطب وليس بالدين ويترتب على ذلك أن أكون كافرة أو مذنبة لأني فضلت الطب على الدين.

هل أذهب لطبيب نفسي أم لا؟

هل إذا ذهبت مع اقتناعي أن علاجي هو بالطب وليس الدين أي فضلت الطب على الدين هل أكون كافرة أم مذنبة؟

إذا كان جوابكم بالذهاب إلى طبيب نفسي فرشحوا لي واحدا مع عنوانه حيث إني أقيم في الإسكندرية وشكرا جزيلاًً الرجاء الرد بسرعة.

وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله جل وعلا أن يمن عليك بالشفاء العاجل، واعلمي أن ما يصيب المسلم من مرض ونحوه يكون كفارة لذنوبه إذا صبر واحتسب، وعلم أن ما أصابه من ربه.

وأما علاج المرض النفسي أو الوسواس فبشيئين:

الأول: الرقية الشرعية بأن ترقي نفسك أو يرقيك غيرك مع المحافظة على الأذكار والدعاء لله تعالى بصدق وإخلاص.

الثاني: بالذهاب إلى الطبيب النفسي وتناول الدواء المناسب وكلا الأمرين شرعي. فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرقية وجعلها أحد طرق الشفاء من المرض لقول عوف بن مالك الأشجعي: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء.

وعن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءا إلا وضع له شفاء غير داء واحد. قالوا: ما هو؟ قال: الهرم. رواه أحمد.

فالذهاب إلى الطبيب للتداوي لا ينافي الدين وعليه فلا حرج عليك في الجمع بين التداوي بالرقية الشرعية وبين الذهاب إلى طبيب النفس.

وأما ترشيح طبيب نفسي موثوق في الإسكندرية فلا نستطيع تحديد شخص بعينه، ولكن يمكنك سؤال أهل العلم والخبرة في بلدك, وهم سيدلونك بإذن الله تعالى على طبيب نفسي خبير وموثوق.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>