للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[محل الروح من الإنسان السليم والمغمى عليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي صديق الآن في حالة غياب عن الوعي (غيبوبة) , كل الأسباب المادية (العلاج اللازم) قد أجري له, وأنا أعرف أن الشفاء بيد الله عز وجل, فهل من شيء أستطيع فعله له، قراءة قرآن مثلاً. وهل وهو في حالته هذه يسمعنا أو يحس بما حوله, وأين روحه الآن. أرجو منكم الشرح المفصل، وتعلمون أن صاحب الحاجة أرعن.

آسف على الإطالة. وجزاكم الله خيراً لما تقدمونه للأمة الإسلامية, وجعله الله في ميزان حسناتكم.

وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا مانع من أن تعالج زميلك المصاب وترقيه بالقرآن الكريم أو بالأدعية المشروعة، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه وأصحابه، وكذلك كان أصحابه يفعلون.

ومن جملة ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها. رواه البخاري ومسلم.

فدل هذا الحديث على مشروعية الرقية بالقرآن، وأنه شفاء لذوي الأسقام كما قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:٨٢] .

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة من الأدعية كان يعلمها لأصحابه، ويرقيهم بها منها: أن يضع الإنسان يده على محل الألم من بدنه فيقول: أعوذ بالله وعزته من شر ما أجد وأحاذر. رواه مسلم.

وأما قولك: أين روحه؟ فهذا من الأمور التي استأثر الله تعالى بعلمه، ولم يطلع عليه أحدا من أنبيائه، ولا أذن لهم بالبحث عن حقيقته فضلا عن غيرهم، حيث قال سبحانه: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء:٨٥] .

هذا أن إردت به محلها من الجسم، أما إن قصدت به: هل روحه فارقت جسمه أم لا؟ فالجواب: أن هذا الرجل يعتبر في حكم المغمى عليه يفقد من إحساسه وشعوره بقدر درجة الإغماء، وتفارقه روحه في حالة الإغماء كما تفارق النائمَ روحُه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ جمادي الأولى ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>