للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التجسس على الزوجة إذا فعلت ما يريب ومواجهتها بذلك]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب متزوج ولي طفلتان، منذ حوالي ثمانية أعوام، ونعيش عيشة كريمة والحمد لله زوجتي تعمل بوظيفة حولها زملاء بالعمل لنا بهم علاقة جيدة،لاحظت منذ فترة وجيزة توطد علاقتها بهؤلاء الزملاء ورغبتها الدائمة في ارتباطنا بهم في حياتنا ولقاءاتنا، وفوجئت ذات يوم بالصدفة إرسالها بعض الرسائل لأحد زملائها عن طريق هاتفها المحمول والتي لا يليق بامرأة متزوجة إرسال مثل تلك الرسائل لرجل أجنبي، هذا بالإضافة إلى بعض التصرفات المثيرة للشك، وإصرارها الدائم على التواجد والارتباط بتلك المجموعة، ولقد قرأت في بعض الفتاوى أنه لا يصح التجسس على الزوجة، فأنا في حيرة من أمري. كيف لي أن أتحقق من تلك المسألة؟ وهل يوجد علاقة بينها وبين ذلك الرجل أم لا؟ وهل أواجهها بما اكتشفته، وما أراه من تصرفاتها المريبة؟ أم أصبر حتى أتيقن من ذلك؟ وما حكم الشرع إذا ثبت وجود علاقة فعلا؟ أفيدوني.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعمل المرأة إذا كان يشتمل على اختلاط بالرجال بالصورة التي ذكرت، فهو غير جائز، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٣٧٢٩٤.

وما ذكرته من لقاءات مختلطة مع هؤلاء الرجال فهو غير جائز، وراجع الفتوى رقم: ٣٥٣٩.

فما حدث من زوجتك هو نتيجة تهاونك في هذا الأمر، فإن من واجب الرجل على زوجته، ومن حق القوامة أن يجنبها الاختلاط الذي يؤدي إلى الفتنة ولا تؤمن معه الريبة، وأما عن حكم تجسسك على زوجتك، فالأصل أن التجسس حرام، لكن يجوز في حالات، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ١٥٤٥٤، والفتوى: ١٧٦٥٩. والفتوى: ٦٠١٢٧.

ففي مثل حالتك يجوز لك التجسس لمنع ما يمكن أن يحدث من مفسدة، وينبغي أن تواجه زوجتك بما تراه من تصرفات مريبة، وعليك بمنعها من هذا العمل الذي يعرضها للفتن، ولا تنتظر حتى يحدث مالا يحمد عقباه، وإذا كان هناك حاجة لعملها، فيمكنكم البحث عن عمل لا يشتمل على تلك المفاسد، وعليك بالحرص على إقامة حدود الله في بيتك، وتقوية صلتك بربك، وتعليم زوجتك ما يلزم من أمور دينها، وأن تتعاونا على طاعة الله، وتجتنبا المعاصي الظاهرة والباطنة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>