للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأولى إجراء العقد الشرعي وتأجيل الزفاف]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب (٢٧سنة) تعرفت على فتاة (٢٠ سنة) مند ٣ سنوات وخطبتها مؤخرا (٤ أشهر) لكني وبعد خطبتي لها بدأت المشاكل أصبحت أكثر جرأة علي وتعاندني فعندما تريد شيئا لا تستسلم حتى تأخذه وقد فكرت في الانفصال عنها خصوصا بعدما طالبتني أن أخصص لها مبلغا من المال كل شهر وهذا ما لم يعجبني، وقد عللت طلبها هذا أن صديقاتها يتباهين عليها. وعندما تجادلنا نعتتني بالبخل وقد أوصلت هذه الواقعة لأمها وأختها اللائي استنكرن عليها ذلك، وقد تناقشنا وأكدت عدم العودة لفعلتها تلك. وهي طموحة تريد استكمال دراستها والعمل بعد ذلك. واليوم قالت لي إن الحل في الزواج للحد من المشاكل وقد كنا قد حددنا موعد الزواج في شهر يوليو هذا العام إلا أني أريد تأجيله خصوصا أني لم أتمكن من جمع المال للزفاف ولكنها لم توافق على هذا التأخير وقالت لي اقترض من البنوك الربوية ولكني لا أريد فلقد علمت أن الربا من الكبائر وقلت لها ذلك وذكرتها بالله وعقابه وأن الحياة يجب أن تبدأ بحلال وطلبت منها التأجيل إلى السنة القادمة وربما لن تكتمل سنة ونتزوج لكنها لم توافق ولا تزال مصرة على أن الناس كلهم يتعاملون مع البنوك الربوية وقالت لي إني هدمت حياتها وتخليت عنها وأن الناس سيتكلمون عنها وأنها لن تثق في أحد كيفما كان. خطيبتي تتصرف معي كأني زوجها على حد تعبيرها وكثيرا ما تحاول الانفراد بي ونفس الشيء ينطبق علي مع العلم أني أندم على مجاراتها ولكننا في المغرب نعاني كثيرا من الاختلاط واستفحال الفاحشة في الساحات والشوارع وفي كل مكان وبدلا من الوقوع في شراك الزنا لا يسعنا إلا الخلوة بالخطيبة ونفس الشيء بالنسبة للفتاة.

أما عن الاستخارة فقد صليتها أكثر من مرة وكثيرا ما نتشاجر وأستخير ربي ولكني لا أريد أن أكون سببا في تهديم حياتها فهي تتبع أهواءها ولا أريد لها شرا خصوصا أني تعرفت عليها منذ مدة بعيدة ولكن الحيرة والتفكير قتلاني. وأقول لنفسي ربما أنها صغيرة أو ربما تتغير بعد الزواج. فأنا لا أرضى الظلم لأحد خصوصا أننا وبعد الخطوبة كنا نختلي ببعضنا وأمارس معها من فوق اللباس ونتبادل القبلات. ولكنها عنيدة وتريد كل شيء كاملا وفي الوقت الذي تريده هي. واليوم كالأمس تتمسك بالموعد ولم تفكر في أمر ربها وتقول إن هذا ليس حراما فنحن نريد الربا من أجل الزواج الحلال، وأنا أخبرتها أني سأرسل أهلي لأهلها في آخر هذا الشهر ليطلبوا التأجيل وقلت لها أن تقول جوابها وقرارها النهائي. ولكن حتى لو قبل أبوها التأجيل فأنا لن أرتاح لأن الأمر جاء من الأب وليس قناعة منها.أليس كذلك؟ فاليوم قد يوجهها أبواها وترضى ولكن غدا عندما تكون معي فلن يكونا معها؟ أليس كذلك؟ ماذا تقترحون علي؟ جزاكم الله]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن الخطيبة أجنبية عن الخاطب كسائر الأجنبيات لا يجوز له لمسها أو الخلوة بها أو غير ذلك مما هو محرم شرعا، فالخطبة مجرد وعد بالزواج لا يبيح أمرا محرما حتى يحصل العقد الشرعي، وكل تلك الأفعال التي ذكرت هي من الزنا متى ما حصلت قبل العقد الشرعي.

وعليه، فالواجب عليكما هو التوبة إلى الله تعالى مما وقعتما فيه والإقلاع عن تلك اللقاءات والخلوات حتى يتم العقد الشرعي، وأما تأجيل الزواج فلا حرج فيه لتستطيع عمل الزفاف، وإن كان الأولى هو إجراء العقد الشرعي وتأجيل الزفاف لتكون زوجة لك يباح لك الخلوة بها والحديث معها وغير ذلك، ولكن لا ينبغي أن تدخل بها حتى يكتمل الزواج مراعاة للعرف وبعدا عن قالة السوء، وأما قبول الأب دونها فلا حرج فيه سيما إن كانت له سلطة عليها، والأولى إقناعها بذلك من مثله هو أو من قبل أهلها، فإن رفضت وفسخت الخطبة فذوات الدين والخلق غيرها كثير، وأما الاقتراض بالربا لأجل الزواج فلا يجوز، فالحذر الحذر منه.

وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٠٩٥٩، ١٠٠٥٣٥، ٥٨١٦٦، ٣٢٥١٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>