للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إخبار الطبيب بقرب موت شخص هو احتمال لا يقين]

[السُّؤَالُ]

ـ[حضرة المستشار المحترم

الموت لا يعرف وقته إلا الخالق

أنا مرت أمامي حالتان هي خالي وأختي واثنان منهم ماتا بالسرطان

بالنسبة لخالي الأطباء قالوا أيام معدودة وقام الأهل فعلا يحضرون القبر واللبس الأسود حتى بالنسبة لخالي الدكتور قال نصف ساعة.

وكذلك أختي نفس الشيء ما الذي يجعل الدكتور يقرر هذا الشيء؟ جزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا أحد يستطيع أن يجزم بالوقت الذي سيموت فيه أي إنسان؛ لأن هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {لقمان:٣٤} .

وإذا أخبر الطبيب بقرب موت شخص، فإن ذلك يكون على سبيل الاحتمال والظن والترجيح والتخمين، فهو يستمد أدلته من أعراض المرض، ومن وسائل التشخيص المتاحة له، وهي أمور لا تفيد القطع، ولا مانع من أن يتوافق مرة ظن الطبيب وتخمينه مع الواقع، ولكن ذاك لا يبنى عليه شيء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>