للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج بالمرأة الصالحة]

[السُّؤَالُ]

ـ[تعرفت بفتاة وقد علمت عنها بعض الأمور المشينة ولكنني للأسف في بعض الأحيان أشعر بالميل نحوها وقد حاولت الابتعاد عنها ولكن هناك بعض الاتصالات التليفونية بيننا وقد نصحتها مرارا وتكرارا بأن تعود إلى رشدها بل إنني أدعو لها في صلاتي وفي بعض الأحيان أشعر بأنها كاذبة وأحيانا أخرى أشعر أنها صادقة ولا أدري ماذا أفعل؟ وقد طلبت الزواج بها ولكنها رفضت وقد قرأت أحد الأحاديث عن رجل جاء فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن لديه جارية لا ترد يد لامس وقال للنبي صلى الله عليه وسلم إنه يحبها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تمتع بها فماذا أفعل؟ وهل في ذلك ما يؤدي بي أن أصبح ديوثا والعياذ بالله؟ آسف جدا للإطالة ولكنني في حيرة شديدة من أمري.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المؤمن العاقل هو الذي يحكم الشرع في أموره، ويقدم ما يحبه الله على ما تهوى النفس، ولاشك أن الزواج بالمرأة المؤمنة التقية الطائعة لربها أفضل من المتصفة بخلاف ذلك من الصفات لعدة أمور:

أولها: أن تكون عوناً لزوجها في تربية أبنائه على تعاليم الإسلام والأخلاق الحميدة.

الثاني: أن تكون عوناً له على الطاعة والعبادة ومذكرة له بفعل الخير.

الثالث: أن في الزواج بالصالحة طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري وغيره.

ونذكر بأنه لا يجوز للمسلم أن يتهم أحداً بالفاحشة إلا ببينة وحجة ناصعة كالشمس في رابعة النهار، وإذا ثبت أن هذه المرأة قد وقعت في الزنا والعياذ بالله وتابت من ذلك فلا حرج في الزواج منها، أما إذا لم تتب من ذلك، فإن الزواج بها محل خلاف بين العلماء هل يصح أم لا؟

فذهب الجمهور إلى صحة الزواج بالزانية، وذهب الحنابلة إلى منعه، وقد سبق ذلك في الفتوى رقم: ٥٦٦٢.

وعلى القول بصحته، فإنه مكروه، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إلى طلاقها، وإن أذن له بعد ذلك بإمساكها، وقوله أمسكها لا يفهم منه أبداً الرضا بحال هذه المرأة، بل على أن يقوم بواجبه نحوها فيمنعها من الحرام ويؤدبها كما أمر الله تعالى، مع بغضه للفاحشة وكراهيته لذلك الفعل منها، وأما الديوث فهو الذي يرضى الخبث في أهله، وهذا لا يرضاه.

وعليك أخي أن تقطع العلاقة بها حفظا لنفسك خشية أن يجرك الشيطان إلى ما لا يحمد من الأفعال.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ شوال ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>