للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يتزوج من ابنة عمه مع زعم أمه أنها أرضعتها كثيرا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أريد الزواج من بنت عمتي، لكن أمي تقول إنها أرضعتها، وعندما سألت عمتي قالت إن أمي أرضعت ابنتها مرة أو مرتين فقط، ولكن أمي قالت لي لا لقد أرضعتها مرات كثيرة، مع العلم بأن أمي طلقت إثر خلاف مع والدي وهي تكره كل عائلة أبي وأنا لا أشك في كلام عمتي، لأنها ملتزمة جداً ـ وللأسف ـ أمي كثيرة الكذب فماذا أفعل؟ ومن أصدق؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عن السؤال نريد أن نلفت انتباهك إلى أن وصف الأم بأنها كثيرة الكذب ينافي الاحترام الواجب في حق الوالدين، فإذا كانت أمك غير ملتزمة فعليك بنصحها برفق وأن لا تتحدث عنها على نحو ما ذكرته في السؤال، وبخصوص جواب ما سألت عنه: فجمهور أهل العلم على أن الرضاع لا يثبت بشهادة امرأة واحدة، وعند الحنابلة يثبت بقولها إذا كانت ثقة، قال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن شهادة المرأة الواحدة مقبولة في الرضاع، إذا كانت مرضية. انتهى.

وبناء على ذلك، فإذا كانت والدتك كثيرة الكذب فلا يثبت بها الرضاع حتى عند الحنابلة القائلين بصحة شهادة المرأة الواحدة في الرضاع، وبالتالي فلك الزواج من ابنة عمتك، إذا لم يكن ثمت شهود على الرضاع المذكور غير أمك وعمتك ولم يوجد سبب آخر للمحرمية، وينبغي التلطف بأمك ومحاولة إقناعها بأمر زواجك ممن لا ترغب فيه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٢٨٨١٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>