للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مدرسة تأخذ رواتبها بدون الذهاب إلى العمل]

[السُّؤَالُ]

ـ[أختي مدرسة وهي تتسلم الراتب وهي جالسة في البيت بسبب ظروف زواجها وانتقالها مع زوجها إلى مدينة أخرى فهل راتبها حلال أم حرام؟ وإذا كان حراما ماذا تفعل لتكفر عن المال الذي قد أكلته وماذا تفعل بالذهب الذي اشترته منه وهي ليس لديها أموال لتتصدق عنه ودخل زوجها لا يكفي فماذا تفعل وهل التوبة تكفي؟

وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالموظف إذا تعاقد مع جهة معينة على وقت محدد ابتداء وانتهاء لا يجوز له الإخلال بذلك، لما وردت به النصوص من وجوب الوفاء بالعقود. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: ١} . وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود وصححه السيوطي، وقد ذكره البخاري تعليقا بلفظ: المسلمون عند شروطهم. ولو افتُرض أن مديره قد عفاه من العمل فإن ذلك لا يبرئه، إلا أن يكون هذا المدير مخولاً من قبل الجهة التي تعاقدت مع الموظف تخويلاً يتيح له ذلك، فيكون المرتب عند ذلك هبة من تلك الجهة.

وعليه، فإذا كانت أختك تدَرِّس في مؤسسة خصوصية، وكان صاحب تلك المؤسسة قد سمح لها بالتخلف عن العمل، فلا حرج عليها فيما فعلته، وإن كان أصحاب المؤسسة لا يسمحون لها بما فعلت، أو كانت المؤسسة عمومية، فإنها تعتبر مخطئة في تركها للعمل مع تقاضيها للراتب.

وواجبها أن تتوب إلى الله من ذلك، ومن تمام توبتها أن ترجع جميع الرواتب التي أخذتها بغير حق إلى الجهة التي تملكها.

وإن كانت المؤسسة تابعة للدولة، وعرفت أن المال إذا أرجعته قد لا يصرف في مصرفه الشرعي، أو قد يعتدي إليه من يكون في يده من العمال، فواجبها حينئذ أن تصرفه في مصارفه الشرعية، وإذا عجزت عن سداده الآن فهو باق في ذمتها إلى حال المقدرة على السداد، ولك أن تراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: ٢٣٠٠٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>