للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حرمة التحاكم للقوانين المخالفة للشرع]

[السُّؤَالُ]

ـ[أشرح وضعي أولاً: متزوج وعندي طفلان ووالدتي تسكن معي, وأسكن بيتا بالأجرة: بيت عربي أرضي قديم , (استأجره والدي قبلي منذ عام ١٩٧٠) نسبة الرطوبة فيه عالية جداً وفي الشتاء يدلف علينا السقف وأولادي يشربون دواء السعلة والقصبات كما يشربون الماء وقد أثرت الرطوبة أيضاً على صحة والدتي وحتى أنا وزوجتي بدأنا نشعر بآلام المفاصل وأنا مجرد موظف وليس باستطاعتي شراء منزل لأن البيوت عندنا غالية جداً فلدي سؤالان:

١) عندنا في سورية يجيز قانون الاستئجار للمستأجر (إيجار قديم) أن يأخذ بدلا من صاحب البيت وقدره ٦٠% من ثمن البيت بعد تخمين سعره من قبل الدولة وذلك إذا أراد صاحب البيت أن يُخرج المستأجر من البيت , وبما أنني لا أستطيع شراء بيت وبما أن صاحب البيت يريد بيته, فهل يجوز لي أن آخذ منه بدل نقدي يعادل ٦٠% من ثمن البيت لأتمكن من شراء بيت.

٢) لا أحبذ سحب قرض من البنك بسبب الشبهة في القرض حيث فيه فوائد يجب دفعها للبنك قبل استلام القرض أصولاً, فهل يجوز في حالتي أن آخذ قرضا من البنك؟ وبالمناسبة فإنه لا يوجد بنوك إسلامية عندنا هنا.

أرشدوني وأفيدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله كل خير لتخرجوني من هذا المستنقع الذي أعيش فيه حيث أخاف على والدتي وأولادي؛ حيث أمراض القصبات وصعوبة التنفس (الربو) بدأت بوادرها تظهر عند طفلتي.

شكراُ لكم سلفاً وبانتظار ردكم على أحر من الجمر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن القانون الذي يؤبد الإجارة أو الأجرة يعتبر قانونا وضعيا مضادا للشريعة ويحرم على المسلمين العمل به , وكذا القانون الذي يجيز للمستأجر أن يأخذ ما يسمى بدل خلو إذا أراد المؤجر إخراج المستأجر بعد انتهاء مدة الإجارة يعد قانونا ظالما مخالفا للشريعة التي قامت على العدل وتحريم أموال الناس، وراجع للمزيد في هذا الموضوع الفتوى رقم: ٤٨٣٣١، والفتوى رقم: ٢٧٦٥٥، وعليه، فلا يجوز لك العمل بالقانون المتقدم. وأما مسألة اقتراضك بالفائدة فحرام إلا للضرورة. ومن الضرورة أن تدفع عن نفسك وعن من تعول المرض، فإذا كان لا يمكنك استئجار منزل لا يلحقك بالسكن فيه ضرر محقق أو مظنون ظنا غالبا فلا مانع من اقتراضك بالفائدة لشراء بيت تسكنه، فقد قال جل من قائل: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إليه {الأنعام: ١١٩}

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ذو الحجة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>