للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ليس في الجنة أعزب]

[السُّؤَالُ]

ـ[للرجل في الجنة حور عين فما للمرأة؟ وهل ستشتهي المرأة رجلا كانت تحبه في الدنيا ولم تتزوجه وتتزوجه في الجنة؟ وهل سيكون الحرام في الدنيا حلالا في الجنة؟ هل يمكن لأي رجل أن يجامع أي امرأة من نساء الدنيا تمناها؟ وهل للنساء ذلك أيضا؟ وإن كان هذا كذلك ألا توجد غيرة في الجنة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله أعد للمؤمنين من التكريم في الجنة ما يشبع رغباتهم ويحقق لهم طموحاتهم وشهواتهم، قال الله تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {فصلت: ٣١} . وقال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ {الزخرف: ٧١} . ولم نطلع على ما يمنع من أن تتزوج المرأة رجلا كانت تحبه في الدنيا ثم ماتت ولم تتزوج منه. وأما إذا كانت تزوجت زوجا في الدنيا ومات وهي في عصمته فإنها تكون زوجا له في الجنة. وإن تزوجت عدة أزواج فإنها تكون لاخرهم. لما في الحديث: المرأة لآخر أزواجها. ولا مانع كذلك أن يزوج الله رجلا من أهل الجنة بامرأة كان يحبها في الدنيا. وأما سؤالك هل سيكون الحرام في الدنيا حلالا، فإن الجنة ليس فيها شيء محرم ولكن الفوضى والشيوعية الجنسية الشائعة في هذا العصر غير موجودة، فإن الجنة ليس فيها أعزب كما في حديث مسلم فكل أهلها متزوجون وكلهم يحب زوجه، وأما الرجال فيعطيهم الله من فضله من عدد الزوجات ما شاءوا، وأما النساء فإنهن قاصرات الطرف على أزواجهن لا يبغين غيرهم ولا يطمحن ولا يشتهين سواهم لعفتهن واكتفائهن بالأزواج، فقد فسر ابن عباس قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ {الصافات: ٤٨} . بأنهن قصرن الطرف على أزواجهن فلا يردن غيرهم، وفي رواية عنه: لا يرين غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات. وراجع تفسير الطبري والدر المنثور عند تفسير قوله تعالى: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ١٩٨٢٤، ٤١٦٠٢، ٥٠٤٩١، ٢٦٩٥٣، ١٦٦٠٠، ١٠٥٧٩، ٢٣٦٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ شعبان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>