للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مصائد الفاسدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[الأستاذ الفاضل أرجو إفادتي بموضوع ولكم جزيل الشكر مقدما وتحملوني لأن الموضوع كبير:

كنت على علاقة مع شاب تعرفت عليه عن طريق الشات والله يعلم أن الهدف كان شريفاً من الطرفين وهو الزواج, في البداية أنا لم أعلم بأنه متزوج ولديه أولاد ومن ثم صارحني بذلك مع ملاحظة أنه من الأردن وأنا من فلسطين وبعد ذلك أراد التعرف علي وعلى أهلي بالمجيء إلى فلسطين ورحبت بذلك وكان بعلم زوجته مع العلم بأني وافقت على أساس ألا ينفصل عن زوجته من أجل الأولاد حيث كانت بينهم مشاكل من قبل التعرف علي وكانت الأمور تصل إلى الطلاق في أحيان كثيرة كما خبرني ولكن كانت المفاجأة غير المتوقعة بأن اليهود يمنعون دخول الأشخاص غير الفلسطينيين وهذا عرفناه بعد السؤال ولم يترك جهة إلا وذهب إليها وسأل ونحن إلى اليوم ننتظر على أمل أن يكون هناك حل بالنسبة لهذه المشكلة الخارجة عن إرادتنا، ولكن وبصراحة أصبح هذا الشاب هو الرجل الذي أنتظره أي تعلقت به وهو كذلك، ولكن علمت بأن استمرار علاقتنا من غير زواج حرام شرعا وبأني سأكون سببا في تعاسة أولاد وحرمان زوجة من زوجها, وبعد علمي بذلك توجهت إلى الله وتبت عاهدت رب العاملين على ألا أتصل به علما بأن الموبايل هو الشيء الوحيد بيننا بعد ما تبت عن الشات ولكن للأسف في كل مرة أقطع فترة معينة ومن ثم أعاود الاتصال به وحاولت التقرب إلى الله لكي ينسيني إياه أو يصرفني عنه بقيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والحمدلله وأحمدالله على نعمة قيام الليل وغيرها من النعم , لكن رغم ذلك فإني أضعف وأعاود الحديث معه وفي آخر مرة أقسمت بالله واعتبرته عهدا وقطعت أكثر من شهرين وللأسف تغلب علي الشيطان ورجعت والآن مرة ثانية تبت وأخاف أن أرجع وأضعف بالاتصال به وأنا ليل نهار في صراع مع نفسي ما بين الحديث معه والتذكر بتوبتي للأمانة أعتبر بأن هذا الشخص هو عقاب لي لأني بداية تعرفي عليه كان بالطريق الغير السوي ولا أعلم ماذا أفعل دلوني على الطريق الصحيح لتكون توبتي هي التوبة النصوحة وألا أرجع ثانية وأخالف عهدي لله الذي لم يذقني النوم عند مخالفتي له]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.

واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقات مع رجال أجانب سواء عبر الشات، أو الهاتف أو غير ذلك، فعليك بالتوبة مما سبق، والاستمرار في قطع هذه العلاقة، ومما يعين على الاستمرار في قطعها هو تذكر أن ذلك مما لا يجوز، وتذكر أن ذلك قد يكون سبباً في الوصول إلى ما لا تحمد عقباه من سخط الله عز وجل وأليم عقابه، وتذكري قول القائل: لا خير في لذة بعدها النار.

كما ينبغي أن تتذكري أن كثيراً من البنات وقعن في مصائد الفاسدين بمثل هذه الاتصالات، ثم انتهى أمرهن إلى التعاسة والشقاء، وإذا كان هذا الشخص مرضياً في دينه وخلقه فلا بأس أن تقبلي به زوجاً، ولو كان متزوجاً ولا علاقة لك بالمشاكل التي بينهم، فليتقدم لأهلك ويطلبك للزواج منهم، فإن تعذر أن يأتي إليكم فيمكن أن تذهبوا أنتم إليه، فإن تعذر ذلك فإن الخير فيما اختاره الله، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.

وأما عن اليمين الذي حلفتِه ثم حنثت فيه فإن عليك في ذلك كفارة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم تستطيعي فصيام ثلاثة أيام.

وأما عن العهد الذي أخذت على نفسك ثم أخلفته فإن عليك التوبة من ذلك، ومن تاب تاب الله عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>