للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البكاء عند الدعاء أو الاستغفار]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا عندي مشكلة في الدعاء أنني في بعض الأوقات عندما أدعو الله تعالى بعد كل صلاة أو بعض الأوقات لا أشعر بالتأثر عند الدعاء ولا أستطيع البكاء فهل هذا غضب من الله أم ماذا؟ وهل يجب البكاء عند الدعاء والاستغفار حتى يغفر لي؟ وأنا من جديد أصبح يراودني شعور بعدم الندم عند الاستغفار من أي ذنب فهل هذا أيضا غضب؟

أفيدونا....وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعدم الخشوع والبكاء عند الدعاء قد يكون راجعاً لقسوة القلب التي ترجع إلى عدة أسباب من أهمها المعاصي والذنوب.

قال ابن القيم في مدارج السالكين:

فالقبائح تسود القلب وتطفئ نوره، والإيمان هو نور القلب، والقبائح تذهب به أو تقلله قطعاً، فالحسنات تزيد نور القلب، والسيئات تطفئ نور القلب. انتهى

وراجع المزيد في الفتوى رقم: ٤٧٤٧٤.

ومما يعين على علاج قسوة القلب الإحسان إلى اليتيم كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حيث قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؛ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك.

صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.

وراجع المزيد من علاج قسوة القلب في الفتوى رقم: ١٧٣٢٣، والفتوى رقم: ٣٦١١٦.

وليس من الواجب البكاء عند الدعاء أو الاستغفار.

إضافة إلى أن مغفرة الذنوب أمر غيبي لا يمكن للإنسان الاطلاع عليه، بل ينبغي أن يجد ويجتهد في تحصيل أسباب تلك المغفرة، والشعور بعدم الندم على المعصية عند الاستغفار دليل على نقصان التوبة وعدم اكتمال شروطها، وراجع الفتوى رقم: ٤٤٩٣٣، والفتوى رقم: ٢٧٧١٠.

وراجع أسباب غضب الله تعالى على العبد في الفتوى رقم: ٤٧٥٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>