للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بين الستر والفراسة]

[السُّؤَالُ]

ـ[السؤال: هل يصح الأثر الوارد عن عثمان بن عفان في أن رجلا نظر إلى امرأة فلما دخل على عثمان قال له: أيدخل أحدكم على أمير المؤمنين وفي عينيه أثر الزنا، فقال الرجل أوحيٌ بعد رسول الله...... إلخ، وإن كانت تصح هل هذا يتنافى مع ستر الله على المؤمن في أنه إذا عصى لا يفضحه الله، وجزاكم الله عن الأمة كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الأثر لم نر من حكم عليه بصحة أو ضعف، ولكنه ذكره ابن القيم رحمه الله في عدة من كتبه بدون سند محتجاً به على موضوع الفراسة، وابن القيم إمام محقق نرجو أن لا يستشهد إلا بما ثبت عنده. وذكره كذلك المناوي في فيض القدير، والقرطبي في التفسير، والغزالي في الإحياء.

وأما ستر الله على المؤمن فهو ثابت كما قال ابن حجر فيمن ستر نفسه حياء من الله تعالى فيكرمه الله بالستر والمغفرة، كما يدل له حديث الصحيحين: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته.. وهذا لا ينافي صدق فراسة عثمان، فإن المتفرس قد يرى بصدق فراسته ونور بصيرته أثر المعصية على عين الناظر للحرام، كما يرى أي واحد منا أثر الدم في يد القاتل وسيفه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>