للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مقت البنت أباها لأفعاله وهل تأثم بذلك]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبي مصاب بمرض أعصاب ونتيجة لذلك قتل أمي قبل ١٥ سنة، وقد تعالج وخرج من المصحة، ولكن يجب أن يأخذ الدواء طيلة الحياة وبدونه يشكل خطر علينا، أنا بدوري ربيت أخواتي فكبرن وتزوجن وبقيت واحدة مع أخي عمره ١٦ سنة، والمشكلة أنه يريد أن يرجع ليعيش بيننا ونحن نرفض ذلك لأننا نكرهه كثيرا نتيجة لأعماله التي لا نطيقها نتيجة لمرضه وهو يشكل خطرا علينا، بالإضافة إلى الحياة التعيسة التي عشناها بدون أب أو أم، بالإضافة إلى كلام الناس الذي نسمعه أننا بنات مجنون ومجرم، تقدم لخطبتي إنسان أردته زوجا لي فلم يرض ووقف في طريقي، فأنا بدوري لا أشعر بأنه أبي بل أمقته كثيراً، أحيانا أبره قليلا خوفا من الله ولكن بداخلي لا أطيقه وأريد أن أتبرأ منه فهل أأثم لذلك؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله عز وجل أن يأجركم في مصيبتكم، ونسأله أن يضاعف الأجر للأخت السائلة على تربيتها لأخواتها وإحسانها إليهم، ونسأله أن يعوضها خيراً ويرزقها زوجاً صالحاً، ثم نقول أما مقتك لوالدك وكرهك له، وعدم إحساسك بأنه أب وغير ذلك من مشاعر الكراهية، نتيجة لما حصل منه، فلا تأثمين عليها، لأنها من الأمور القلبية التي لا كسب لك فيها ولا عمل غير أنه ينبغي لك أن تعذريه لمرضه، ويجب عليك أن تبريه وتحسني إليه بما تستطيعين، فقد أوصاك الله عز وجل به، وجعل بره من أفضل الأعمال، وجعل عقوقه من كبائر الذنوب، فلا يجوز لك التبرؤ منه، لأن هذا من العقوق، كما لا يجوز منعه من العودة إلى البيت، إلا إذا كان وجوده في البيت يشكل خطراً عليكم، فلا بأس في البحث له عن مكان آخر، أو أن تخصصوا له مكاناً منفصلاً في البيت، مع الإحسان إليه وزيارته، وتوفير ما يحتاج إليه من مأكل وملبس وغير ذلك، إن كنتم تقدرون عليه.

وأما منعه لك من الزواج بالكفء فليس من حقه ذلك، إن كان لغير مسوغ، وقد تقدم حكم ما إذا منع الولي المرأة من الكفء في الفتوى رقم: ٧٧٥٩ فلتراجع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>