للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يؤخذ الطفل بالصدق منذ الصغر]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي طفلة عمرها ٨ سنوات وهي كثيرة الحركة والكلام وخصوصا الخيال الواسع وذلك بالكذب كان تنسب شخصيات معروفة بأنهم من أقاربها خرافات لا تصدق وهي ممتازة في المدرسة رغم أن مدرستها تشتكي من كثرة حركتها وعدم التركيز بسبب اللعب وهي جدا بريئة والكل يحبها في المدرسة؟ وأنا أعمل ما بوسعي من اهتمام وعدم توبيخ إذا كذبت وأقول لها هذا يمكن حلم أو خيال ولا أقول كذب؟ سؤالي إلى أي سن يفضل الخيال الواسع بالكذب وكيفية علاجه وكيف أتعامل معها أفيدوني أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكذب محرم بالكتاب والسنة والإجماع، ولا يكون من صفات المؤمن، ففي الموطأ: أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا، وراجع معنى الكذب وأقسامه وحكمه في الفتوى رقم: ٢٦٣٩١.

وليس للكذب سن يفضل أن يستمر فيها الطفل في الكذب، بل الواجب أن يؤخذ بالصدق ويدرب عليه منذ الصغر، يقول المختصون بعلم النفس: إن الطفل أبو الراشد، ومعنى العبارة أن الصفات التي يتربى عليها الطفل منذ صغره هي التي تظهر فيه وتغلب على شخصيته عند ما يكون في سن الرشد، والإنسان ابن بيئته، يتأثر بها وتنطبع مكوناتها فيه، وقد أشار الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء. رواه الشيخان من حديث أبي هريرة.

ولا بأس بتجنب تكذيبها الصريح، لأن التهذيب باللطف واللين خير من التهذيب بالشدة والقسوة، لكن الواجب أن تربى على الصدق ويبين لها محاسن ذلك ومساوئ الكذب، مع إمتاعها ببعض القصص التي تظهر حسن عواقب الصدق وسوء مصير الكذابين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>