للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعلق قلبها بأستاذها الذي يكبرها بعشرين عاما]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أخبرك يا شيخ بأنني ابتليت بحب أستاذي الجامعي الذي يكبرني بـ ٢٠ سنة، وهو ما شاء الله رجل متدين لأبعد الحدود، ولا يزال أعزب، ولكنه والله العظيم لم أر أحدا بمثل أخلاقه الإيمانية العالية فهو دائما يدعونا في كل محاضرة إلى الله، ويحكي لنا قصص الأنبياء عليهم السلام، بل وأكثر من ذلك يدعو زميلاتي اللواتي لا يرتدين الحجاب الشرعي بوجوب ارتدائه.

لا أدري ماذا أفعل يا شيخ أشعر أنني ضائعة وهائمة على وجهي، وأتمنى من الله العلي القدير أن يصبح زوجا لي. فو الله يا شيخ إنه ليس بشخص جميل المنظر، ولكنني أحببت خلقه ودينه مع أنه يكبرني بـ ٢٠ عاما. قل لي ماذا أفعل؟ جزاك الله خيرا. يا شيخ انصحني أرجوك أرجوك أرجوك يا شيخ. وبالإضافة إلى ذلك هو شخص مؤدب عندما يكلم طالبة ترى عيونه باتجاه الأرض. ونحن باختصار جامعتنا غير مختلطة يعني للإناث فقط؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يعرف بعلاقة الحب بين الرجال والنساء هو أمر لا يقره الشرع لكن إذا وقع في قلب المرأة تعلق برجل بدون كسب منها فلا حرج عليها إذا لم يترتب على ذلك أمر محرم، كإطلاق البصر والكلام لغير حاجة، ونحو ذلك، ولم يجر إلى معصية، ولكن ينبغي التنبيه إلى أن الاسترسال مع هذا قد يؤدي إلى العشق، وهو مرض يفسد القلوب، ولمعرفة ذلك المرض وكيفية التخلص منه تراجع الفتوى رقم: ٩٣٦٠.

كما أنه لا حرج على المرأة في أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: ١٠٨٢٨١.

فإذا لم يرغب في زواجك أو رفضه وليك، فعليك أن تجتهدي في إزالة تعلق قلبك به، وذلك بالاستعانة بالله، وقطع كل الأسباب التي تزيد هذا التعلق، وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، مع كثرة الدعاء أن يرزقك الله بالزوج الصالح، واعلمي أن ما فيه الخير يعلمه الله وحده، فقد تتوهمين أن السعادة مع هذا الرجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:٢١٦} .

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: ٥٧٠٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>