للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشرع أمر الأولياء بقبول صاحب الدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي تتلخص في أن والدي رجل غير ملتزم هو يصلي ويصوم ولكنه غير ملتزم دينيا وأنا والحمد لله قد من الله علي بالالتزام منذ ٤ سنوات والحمد لله اهتديت والتزمت وأتمنى أن أكون أفضل في كل يوم وكل همي هو مرضاة ربي والشيء الآخر الذي أسعي به أيضا إلى مرضاة ربي هو الزوج الصالح تقدم لخطبتي أخوان أحدهما صاحب دين والآخر صاحب مركز اجتماعي وأنا وافقت على صاحب الدين لأنه كل همي رغم ظروفه المادية البسيطة ولكن والدي رفضه بشدة وليس ذلك فقط ولكنه تشاجر معي لمجرد أني مقتنعة به وأقسم أنه لن يزوجني شخصا ملتحيا ولن يضع يده في يد شخص ملتح أبدا وأقسم وحلف بالطلاق وتشاجر معي شجارا عنيفا جدا استمر ٣ أو ٤ أيام ولكني أطعته وأخمدت الأمر ونسيت أمر الخاطب وقلت إنه ليس به خير حيث أبعدني الله عنه

وطاعة له ولأمي قررت أن أقابل الآخر مرة ثانية وثالثة وبصراحة هو إنسان مستجيب ويريد أن يقترب إلى الله ويعمل على ذلك وهو إنسان محترم جدا وهادئ ومدرس بالجامعه ولكنني لم أسترح إليه شكلا ولم أتقبله وصليت استخارة كثيرا ولا أحس براحة نفسية مطلقا وهم الآن يشجبونني ويتشاجرون معي ويظنون أني أعاندهم وينكرون علي رفضي له لمجرد أن شكله لا يعجبني فهل أنا مخطئة إذا رفضته لأن شكله لا يعجبني

وهل هذا سبب وجيه في الإسلام أم أنه لا يجوز؟ وماذا أفعل مستقبلا حيال رفض أبي لأي شخص ملتزم دينيا ماذا يمكنني أن أفعل وهذا والله كل أملي بالدنيا الزوج الصالح؟

أفتوني جزاكم الله خيرا فأنا في حيرة من أمري وتعب نفسي شديد اللهم عافنا واعف عنا وخصوصا أني أرتاح كثيرا لهذا الشخص الملتزم المتقدم الذي رفضه والدي ومازال بيننا طريقة للاتصال وأنا أخشى الشيطان وأن والدي قال لي إن أردت أن أتزوجه فأتزوجه وحدي وأبعد عنهم وليس لهم صلة بي وهذا ليس له وحده ولكن لكل شخص ملتزم؟

جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يفعله والدك من رفض المتدينين وقبول غيرهم أمر يرفضه الشرع ولا يحق له ذلك، وكراهيته للمتدينين إن كانت بسبب دينهم فهو على خطر عظيم، وإن كانت كراهيته لهم لسبب آخر كسوء خلق بعضهم أو قسوته أو نحو ذلك فهو مخطئ لأنه عمم هذا الحكم على كل المتدينين، ومفرط في الأمانة التي كلفه الله بها لأن الشرع أمر بقبول صاحب الدين فقال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. ووالله إننا لنعجب كيف يصل الحال بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله يحرص أشد الحرص أن يكون زوج ابنته ضعيف التدين.

وننصحك بأن توسطي بعض من لهم كلمة مسموعة عند أبيك كعمك أو خالك أو غيرهما، فإن أصر والدك على موقفه فهو عاضل وتسقط ولا يته، وتنتقل إلى القاضي فيتولى القاضي تزويجك فلك رفع أمرك إليه، ولا يجوز لك أن تتزوجي بلا ولي؛ ولذا فإن نصيحتنا لهذا الأب الكريم أن يحرص على دين بنته قبل حرصه على دنياها وفقه الله لطاعته، وانظري الفتوى رقم: ٥٧٩٢٢، ففيها نصح مهم لك ولأبيك.

وأما عن رفضك للرجل الآخر بسبب شكله فهذا مما أباحه الله لك، إذ لا يجب على المرأة أن تقبل برجل معين لا ترغب فيه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>