للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الماء المنفصل بعد الاستنجاء]

[السُّؤَالُ]

ـ[الرجاء من الإخوة الكرام قراءة الرسالة كاملة والجواب بكلمات بسيطة سهلة يسهل علي فهمها

حيث إنني لا أفهم كثيرا من المصطلحات.

أما مشكلتي فهي الوسوسة في الطهارة وأنا أحاربها باستمرار ولكن أظن أن السبب الرئيس هو عدم فهمي للأحكام الشرعية الموجودة في الموقع..

المشكلة التي أواجهها هي عند الاستنجاء، إن أردت أن أستنجي أين وكيف أستنجي باستعمال وسائل العصر الحديثة.

• من البول: هل أضع قضيبي على المغسلة وأغسله بيدي.

• ماذا أفعل بيدي التي لامست نجاسة ذكري أم أن الماء يطهرها أيضا أثناء عملية الغسل.

• وهل تتنجس المغسلة من الماء النازل.

• وهل يتنجس كل ما يلامسه الماء الذي يمكن أن يغسل به الذكر وهو يكون قليلا ملء اليد.

بالنسبة للبراز ماذا أفعل أجلس على المقعدة أغسل دبري بيدي بعدها ما يكون مصير يدي حيث يكون عليها قطرات ماء قد تنزل على الأرض فهل تنجسها حيث إن معظم الحمامات الآن المغسلة في جهة والشطافة (مقعدة الشطف في جهة) .

وعندما أمشي إليها ينزل من باقي غسل الدبر على فخذي وثيابي قطرات فما حكمها، وعندما أغسل يدي من الماء الباقي على يدي من غسل الدبر هل تتنجس المغسلة.

لو أردت أن أغسل قضيبي ومذاكيري في البانيو باستخدام الدوش المتحرك كيف؟؟؟؟؟

أسيل الماء وأفركه بيدي، ماذا أصنع بيدي بعدها والماء يسيل في كل مكان بالبانيو على فخذي وقدمي فهل ينجسهما وينجس البانيو.

أخيرا. أنا أعيش في أسرة لا تهتم بأمور الدين والنظافة فمثلا كثيرا ما يخرج أخي من الحمام دون غسل يديه

وقيسوا على ذلك من عدم الاهتمام والاحتراز من النجاسات..

كذلك أمي عندما تغسل فإنها تمسك ثياب إخوتي النجسة وتضعها في الغسالة الأوتوماتيك تضع عليها مسحوق الغسيل وبرسيل مثلا وتشغل الغسالة ولا أراها تغسل يدها بعد ذلك وتمسك كل شيء في البيت حتى أصبحت أرى كل البيت نجسا.

طبعا أصبحت أغسل ثيابي وحدي.. وأغسل الغسالة الأوتوماتيك (تعبأ من لأعلى) بالماء باستخدام خرطوم المياه قبل غسل ملابسي.

أثر ذلك على علاقتي بأسرتي.. حيث إني أتجنب ملامستهم.. الجلوس على مقاعدهم وهكذا....

أنا لا أهول فأنا أرى أنهم لا ينظفون جيدا ويستهينون بأمور الطهارة، أنا خارج البيت لا أهتم لأن الأصل في كل شيء الطهارة، لكن داخل البيت أنا على علم بما يجري، هذا أثّر على برّي بوالدي وصلتي بإخوتي نصحتهم وقلت لهم بدل المرة ألفا، لكن لا ألقى إلا الاستهزاء وأني موسوس....

عندما أكون عند أسرة أو أقارب يطبقون أمور الدين أكون عاديا ولست موسوسا أبدا لأني أعلم أنهم يهتمون بالطهارة حتى أنني عندما آكل معهم أغسل يدي وفمي. لأني لا أثق بغسلهم للأواني وقد تكون يدهم نجسة

أعلم أن في هذا مغالاة ولكن هكذا حال بيتي في عدم اتباع الطهارة الشرعية حيث إنهم لا يصلون ولا يكترثون

باستثناء والدتي فهي تصلي ولكن لا تتبع الأسس السليمة في الطهارة.

ماذا أفعل في وضعي حيث يؤلمني عدم قدرتي على لمس أمي.. أو برها وأبي أيضا....

أريد جوابا واقعيا ومنطقيا لوضعي مع تفهم لكامل تفاصيل أسئلتي، وليس الجواب بالأحاديث بل بكلام سهل الفهم واضح وصريح..

حاولوا أن تتخيلوني ابنا لكم تريدون تعليمه الطهارة لأول مرّة، وأنا متأكد أن الإجابة على أسئلتي بلغة بسيطة سهلة الفهم سيشفيني ويشفي الكثيرين..

جزاكم الله كل خير ونفع بكم وبعلمكم....]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك، وننبهك على أن أنفع علاج لتلك الوساوس هو الإعراض عنها لأن الاسترسال فيها سبب لتمكنها ورسوخها، ثم نقول إذا غسلت الذكر بالماء فهذا الماء المنفصل عن المحل الطاهر طاهر، فلا ينجس يدك ولا المغسلة ولا ما يلامسه من أشياء.

قال ابن قدامة في المغني: الثالث: أن ينفصل غير متغير من المغسلة التي طهرت المحل، ففيه وجهان: أصحهما أنه طاهر وهو قول الشافعي لأنه جزء من المتصل، والمتصل طاهر، فكذلك المنفصل، ولأنه ماء أزال حكم النجاسة، ولم يتغير بها فكان طاهرا كالمنفصل من الأرض. انتهى.

وكذلك بالنسبة للماء المنفصل بعد طهارة المحل بعد الاستنجاء من البراز فهو طاهر لا ينجس الأرض التي نزل عليها ولا ثيابك ولا بدنك ولا المغسلة وكذلك إذا غسلت الذكر في مكان الاغتسال (البانيو) وانفصل الماء طاهرا غير متغير بالبول فيدك حينئذ طاهرة وكذلك القدمان والفخذ وموضع الاغتسال.

كما ننصحك بالكف عن الشكوك التي تعتريك حول عدم محافظة أسرتك على أمور النظافة، فخروج أخيك من الحمام من غير غسل ليديه لا يجعلهما نجستين ما لم تتحقق من نجاستهما، واحرص على توثيق الصلة بوالديك وأسرتك وابتعد عن مثل تلك الوساوس التي تؤثر على تلك العلاقة، ومن هذه الوساوس اعتقاد نجاسة أوانيهم أو أيديهم، وعليك نصح من لا يصلي من أهلك مذكرا إياهم بضرورة المحافظة على الصلاة وخطورة تركها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>