للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[توبة المرأة من إساءتها لزوجها السابق]

[السُّؤَالُ]

ـ[انا امرأة مطلقة منذ عامين تقريبا. أعيش حالة من لوم الذات والندامة القاتلة على العصبية التي كنت فيها مع الزوج السابق والذي انتهى بقراره بالطلاق. ما يقتلني أكثر هو بعد الطلاق بشهر ابتدأت أنتبه الى أخطائي وأمراضي الروحية وأنه يجب علي التغيير في نمط شخصيتي، وفعلا تلك الفترة تقربت من الله كثيرا وعرفت أن الرحمة الإلهية الباطنية أعطتني هذا الدرس لأغير شخصيتي وكنت أبكي دما على أخطائي في مواقف كنت فيها عصبية أو لم أتصرف كما هو المطلوب مني. بعد تلك الفترة جاءني من يسأل عنه من أهل البنات اللاتي خطبهن والغريب كانوا من المعارف للأسف لم أفتر عليه ولكن لم أفند بالطريقة المطلوبة الأكاذيب التي حيكت حول شخصية والدته. وكأنني في إجاباتي مزدوجة شخصيا تارة أعتبره ملكا، وتارة أفهم السائل بطريقة غير مباشرة بأن طليقي عليه بعض المآخذ التي هي في الواقع (بكل أمانة) كانت رد فعل عنيف لتصرفاتي اللامسؤولة. كل هذا وكنت تحت مطرقة ضميري وربي والمطرقة الأخرى الحسد الخفي في أعماقي لذلك المؤمن الذي سيبدأ حياة مع عذراء جديدة وأنا تقريبا أقطع الأمل في أن أتزوج بأعزب إن لم يكن الزواج نهائيا. بعد عامين أعيش حالة ذبدبة في علاقتي مع الله لأن ذنب هذا المؤمن وتلك الفتيات في رقبتي والندامة التي أعيشها وحالة النفور من تلك الشخصية التي كنت أحملها تقتلني فحتى الآن بعد زواجه لو سامحني لا أستطيع أن أسامح نفسي وكلما عملت أي عمل خيري أو عبادة ثقل ذنبه على قلبي حتى أنه يحرمني من التفكير في الطمع بموعود الله للمؤمنين. فقد خسرت إنسانا صالحا وشوهت صورته بتصرفات لا مسؤولة هذا في الدنيا، وما أعيشه من حرمان فكيف بالمنتظر الالهي. ماذا أفعل دلوني فحتى الاستغفار حتى ولو قبل في حقه فاني قد حرمت أجر الزوجية والأسرة الصالحة، وحتى الآن اذا عوضت في أعمال الخير المهداة إليه لا يعوض منزلتي وأنا زوجة]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى عليك أيتها الأخت الكريمة أنه يجب عليك التوبة إلى الله تعالى من معصية زوجك ومن الإساءة إليه فإن حق الزوج عظيم كما سبق في الفتوى رقم: ١٠٣٢ والفتوى رقم: ٦٩٣٩ وإن أمكنك طلب العفو منه فيلزمك ذلك أيضا، ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ويغفر ذنبك ويبدلك زوجا صالحا بدلا عن زوجك الأول، ونذكرك بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا تقنطي من رحمة الله وأكثري من الطاعات والدعاء لزوجك السابق بالخير، ويمكنك الآن أن تستأنفي حياة جديدة مع زوج صالح تصححي فيها ما كان معوجا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الثانية ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>