للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإنسان يطيع ويعصي بإرادته ومشيئته]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمان الرحيم

أريد أن أسأل سعادتكم عن حكم المتشائم الذي يتمنى الموت اليوم قبل الغد والذي يكره الحياة ويقول إننا نحن البشر مجرد رسوم متحركة لا نسيطر على أنفسنا؟ والشكر الجزيل على جوابكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد تقدم الكلام عن تمني الموت في الفتوى رقم:

١٦٩١ - والفتوى رقم:

١٠٨٥٩.

وأما قول هذا الشخص: إننا نحن البشر مجرد رسوم متحركة لا نسيطر على أنفسنا. فإنه من وساوس الشيطان ونزغاته التي يريد أن يفسد بها على المرء دينه ودنياه وآخرته، فالواجب على هذا الشخص هو أن يتعوذ بالله من الشيطان، ولا يسترسل في هذه الوساوس، وليعلم أن الله سبحانه خلقنا وجعل لنا إرادة ومشيئة نفعل بها ما نشاء، فمن آمن فبمشيئته وإرادته، ومن كفر فبمشيئته وإرادته، ومن أطاع فكذلك، ومن عصا فكذلك، إلا أن الله سبحانه يسهل السبل، ويوفق المرء على حسب ما يأخذ به من الأسباب، فمن أخذ بأسباب الهداية وسعى لها سهلها الله له، ومن أخذ بأسباب الغواية وسعى لها فلا يلومنَّ إلا نفسه، فليجتهد كل واحد في الأخذ بأسباب الهداية والسعي لها، والبعد عن ضد ذلك، وسوف يهديه الله إلى سبل السلام ويشرح صدره وييسر أمره.

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال الجميع، وأن يذهب عنا نزغات الشيطان.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ رمضان ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>