للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لقاء الخطيبة والتحدث معها هل يكون عاصما من الفتنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب خطبت ابنة عمي، فقط خطبة.

وفي الحقيقة أنا خطبت حتى لا أقع في الحرام من نظر أو ما شابه ذلك.

وطلبت من عمي الذي هو والد خطيبتي أن نعقد العقد في المحكمة عند كاتب العدل، ولكنه رفض لعدة أسباب منها:

أنه وضع شرطا لي أن أسدد مهرا حدده هو وقدره ٣٠٠ ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير، وأنا لا أقدر جمع هذا المبلغ إلا بعد سنة على أقل تقدير، وأريد أن أرى الفتاة رؤية شرعية ولكنه لا يفهم كلامي ويقول لي: تعال لتراها بالبيت وهي محجبة، ويقول لي: تكلم معها على الهاتف، وأنا أقول له: لماذا نقع بالحرام طالما بإمكاننا أن نعقد العقد ويصبح كل شيء حلالا، ولكنه لا يقتنع، وأنا لا أقدر على أن لا أكلم الفتاة على الهاتف أو أن لا أراها.يعني أنا كل يوم أكلمها على الهاتف، وكل أسبوع أذهب إلى بيت أبيها لأراها، علما أنها تكون جالسة مع أهلها يعني بدون خلوة.

ولكني فعلت المستحيل حتى يكون كل شيء حلالا ولكن عمي لا يهمه الأمر، ويقول لي: ادفع المهر وحدد وقت العرس حتى نعقد العقد لأنه لا يحب أن تكون الخطبة طويلة سنة مثلا، وأنا لست قادرا على جمع المال في هذا الوقت، وكذلك لست قادرا على الابتعاد عن الفتاة، بصراحة أنا أحبها كثيرا فماذا أفعل؟؟

وهل رؤيتي لها في بيت أبيها حرام،وهل كلامي معها على الهاتف حرام، علما أني أكلمها يوم الخميس حوالي ٤ ساعات في الليل، لكنني خطبت حتى أبتعد عن الجو الذي أنا فيه يعني أنا مهندس مدرس في الجامعة وأدرس طالبات أعمارهن حوالي ٢٢ سنة، فلا أريد أن أقع بالحرام من خلال الكلام معهن أو النظر إليهن نظرات خبيثة، لذلك فكرت بخطبة ابنة عمي كوني أحبها، وقلت أكلمها على الهاتف، وأذهب لرؤيتها كل أسبوع حتى لا أفعل ذلك مع فتاة لا تحل لي، ولكن عمي الآن يقف في طريقي، من جهة طلب مني مهرا كبير جدا، ومن جهة ثانية لا يريد أن يعقد العقد في هذا الوقت وأنا محتار، أقسم بالله أني أريد الحلال والله أعلم بما في النفوس حتى إني عندما قلت لعمي إنه بطلبه لهذا المهر الكبير سوف يؤخر زواجنا لعام كامل فأجابني: ويكون عامين أين المشكلة. ويقول دائما إننا نحن ننتظرك حتى يصبح عمرك ستين عاما، وكأنه لا يعرف أحاسيس ومشاعر الشباب

ويتجاهل مشاعري ومشاعر ابنته، وأنا حائر جدا ولا أعرف ماذا أفعل معه؟

فكرت أن أكلم احد الشيوخ في حينا لكي يكلم عمي ويقنعه بفعل الصواب، ولكني خفت أنه بتصرفي هذا يمكن أن يقوم عمي بإنهاء موضوع الخطبة، ويرمي لي الخواتم، لأنه لا يريد لأحد أن يتدخل في هذا الموضوع.

أتيت له بكتب تبين له عدم المغالاة بالمهور، وشروط عقد العقد، ولكنه لم يأبه لشيء وهو يعتبر أن قراره هو الصائب.

أتمنى أن تنصحوني ماذا أفعل علما أني أكلم الفتاة منذ ٣ أشهر وأراها أيضا، وحتى إني رأيتها خارج المنزل بدون علم أبيها، ولكن بمكان عام وأمام الناس.

ماذا أفعل؟؟

ماذا أفعل؟؟؟

أخاف إذا لم أر الفتاة أو أكلمها أن أعود وأنظر إلى الطالبات عندي بالكلية وأن أكلمهن وهذا مالا أريده، علما أيضا أن ابنة عمي حافظة لكتاب الله غيبا وكاملا والحمد لله.

وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يفرج كربك وييسر أمرك، ويصرف عنك السوء، ويفتح لك أبواب الرزق الطيب الحلال.

واعلم أيها السائل الكريم أن ما تقوم به من حديث طويل مع ابنة عمك، ومقابلتها في بيت أبيها تارة، وتارة أخرى بمفردها خارج البيت للاستمتاع برؤيتها أو حديثها، كل هذا لا يجوز، وهو باب من أبواب الشيطان وذريعة قوية للشرور والآثام، ولا يغرنك الشيطان ويزين لك أنك بهذا تبتعد عن الحرام وعن الفتنة، فإنك بفعلك هذا توقع نفسك في قلب الفتنة وتلج إليها من أوسع الأبواب، إذ لا فرق في الحقيقة بين ابنة عمك وبين غيرها من الفتيات فالكل أجنبي عنك.

وأما بخصوص موقف عمك فحاول معه مرة أخرى وكرر المحاولات، وذكره بالله سبحانه وحذره أن يكون حجر عثرة أمام الخير والعفاف، فإن استجاب لك في تعجيل العقد، وإلا فاستعن عليه ببعض أهل الخير والوجاهة عنده، فإن لم يمكنك ذلك فلم يبق أمامك إلا الانصراف عن هذه الفتاة وتركها والبحث عن غيرها ممن هو متاح، أو الصبر والانتظار حتى ييسر لك الله المهر، ولا يجوز لك على أي حال أن تستمر فيما أنت عليه من هذه العلاقة.

والله أعلم.

&٨١٩٥;

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>