للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الهزل في النكاح]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم، فضيلة الاستاذ الشيخ تحية طيبة وبعد: سمعت حديثا عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا أدري مدى صحته يقول فيه "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد..............وذكر منهم النكاح" فأرجو الإفادة في موضوعين ١ – في إحدى الجلسات العائلية بين أهل خطيب وأهل خطيبته دار حوار بين الخاطب وأمه.........فقال لأمه تكلمي بصوت عال فإن فلانة "مراتي ... يعني أن خطيبته كأنها زوجته " فهل يعني هذا أنه من الهزل الذي يصبح جدا. ٢ – ذهب خاطب مع خطيبته وأبيها إلي عيادة أحد الأطباء وقال للطبيب أثناء التعارف بينهم أن هذه زوجته والنية كانت بين الخاطب والمخطوبة هو الإشهار وجعل الأب والطبيب شهودا على ذلك، فهل هذا من الهزل الذي يصبح جدا وتعتبر زوجة في الشرع" نرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن الحديث فقد رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة. وانظرالفتوى رقم ٢٢٣٤٩.

والنكاح عقد، والعقد لغة هو الربط والشد، قال صاحب المصباح: وعقدة النكاح إحكامه وإبرامه، أما اصطلاحاً فقد عرفه الجرجاني بأنه: ربط أجزاء التصرف بالإيجاب والقبول.

وقال الزركشي: ارتباط الإيجاب بالقبول الالتزامي كعقد البيع والنكاح وغيرهما. انتهى من الموسوعة الكويتية، وفيها أيضاً نقلاً عن المجلة: ارتباط الإيجاب بالقبول على وجه مشروع يثبت أثره في محله، فإذا قلت "زوجت" وقال "قبلت" وجد معنى شرعي (وهو النكاح) يترتب عليه حكم شرعي وهو ملك المتعة. انتهى.

هذا هو تعريف عقد النكاح، فإذا وجد بشروطه التي ذكرنا في الفتوى رقم: ١٧٦٦ فقد تم النكاح، ولو وقع بطريق الهزل.

وليس فيما ذكر السائل في الصورتين المسؤول عنهما شيء من معنى العقد المتقدم، أما الأولى فليس فيها سوى كلام للأم يفيد ويخبر أن فلانة زوجة فلان، وهذا ليس عقدا وصدر ممن لا يملك إبرام العقد، وفي الحادثة الثانية خبر من الزوج أن فلانة زوجته، وهذا ليس عقدا، كما أنه لم يقابله قبول من الولي.

وعليه فلم يقع النكاح بما تقدم. هذا وننبه إلى أن مجرد الخطبة لا يحل للخاطب من المخطوبة شيئا مما هو محرم بين الأجنبيين، فلذلك يجب الحذر مما تساهل فيه الناس في هذا المجال.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>