للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رغبة هذا الشاب في زواجك لا يبرر اقتراف الحرام]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أحب شابا وهو يحبني كثيراً، ولكن الوضع لا يسمح لنا بالزواج الآن، وأنا متأكدة أنه يريد أن يتزوجني ولكن للأسف قمنا بالمعاشرة أكثر من مرة، ولكني مازلت بنتا، وكل هذا من الخارج، ولكني لا أعرف ما هو حكم هذا الفعل، وكل مرة نقول هذا لن نفعله مرة أخرى، ولكن للأسف يتكرر حتى ولو بعد فترة كبيرة، ولكني لا أعرف أن أبعد عنه، ونفسي نبعد عن الموضوع هذا، وآخذ أيضاً ثوابا أني أبعده عنه، لكني لا أريد أن أبعد وأتركه يفعل أي شيء غلط؛ لأنه تغير كثيراً وهو معي، ولكنه يريد حجة ويقول ما هو الحكم في ذلك لكي أساعد نفسي وأساعده؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان حكم ما يعرف بعلاقة الحب قبل الزواج بين الشباب والفتيات، وأن ذلك أمر محرم ومناف لأخلاق الإسلام، وانظري لذلك الفتوى رقم: ٦٠٩٢٦.

أما عن سؤالك.. فإن رغبة هذا الشاب في زواجك لا يبرر لك ما وقعت فيه من الحرام، فإن ما ذكرته، وإن كان لم يصل إلى الزنا الذي يوجب الحد، لكنه إثم كبير وفعل قبيح وتعد لحدود الله ... ونحن ننصح السائلة بالتوبة إلى الله مما اقترفت، وذلك بالإقلاع عن الذنب واستشعار الندم على الوقوع فيه، والإحساس بالحياء من الله الذي سترك بحلمه فلم يفضحك في الدنيا، وأتاح لك فرصة التوبة قبل أن يفجأك الموت، ثم بالعزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب، فعليك أن تبتعدي عن هذا الشاب تماماً، وتقطعي كل علاقة به، ولا يغرنك الشيطان بأنك تريدين أن تأخذي بيده وتعينيه على البعد عن المعاصي.. فذلك من مداخل الشيطان، وإنما عليك النجاة بنفسك بالتوبة الصادقة مع الحرص على التزام الحجاب والتخلق بالحياء وتجنب رفيقات السوء، مع الاستعانة بالله والتوكل عليه، والإكثار من الأعمال الصالحة والحرص على تعلم أمور الدين اللازمة، وتقوية الصلة بالله مع سترك على نفسك.

فلا ينبغي أن تذكري هذا الذنب لأحد، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري ومسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>