للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يعلم حقيقة الروح وتصرفاتها إلا الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[توفيت جدتي منذ مدة رحمها الله وغفر لها ولجميع المؤمنين والمؤمنات، لقد تأثرنا كثيرا لوفاتها وخاصة أبي فقد كان يعتني بها ويقوم بشؤونها ولا يريد لأحد أن يعتني بها غيره، جزاه الله خيرا لكن الأمر الذي يقلقني هو أنه بعد وفاة جدتي يداوم أبي كل يوم على تبخير بيتها وقراءة القرآن لها، حتى أنه كان في الليل يهيئ لها سريرها ووسادتها ويضع كأس ماء عند رأسها ويضع مصحفا صغيرا تحت وسادتها، يفعل مثلما كانت على قيد الحياة ثم يغلق حجرتها، ويقول لنا إنها ترانا وتأتي تزورنا لكن لا نراها، لقد أنكرت عمل أبي وأشعر أنه غير جائز دينيا وأخاف أن يكون أبي مخطئا، أرجو منكم أن توضحوا لي الأمر فإن كان عمل أبي غير جائز ماذا تنصحوني بأن أقول له؟ وهل يعتبر ما قلته في ما يفعل أبي غيبة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فللروح تصرفات حال الحياة وبعد الموت، ولا يعلم كنه هذه التصرفات إلا الله تعالى، وقد ذكر الله لنا بعضاً منها في كتابه وعلى لسان رسوله، فلا يجوز للمرء أن يدعي علم شيء من تصرفات الروح إلا بشيء دلت عليه النصوص الشرعية، وادعاء أبيك حضور روح جدتك إلى الغرفة زعم بلا دليل، لأنه لا يعلم مستقر روحها، ولا يعرف شيئاً عن تصرفاتها، وما يفعله من تجهيز سريرها، وإعداد الماء لها بدعة لا تستند على أثارة من علم، لأن الميت لن يصل إليه شيء من هذا، وراجعي الفتوى رقم: ٢٤٠١٩، والفتوى رقم: ١٣٨٥٣.

وللفائدة راجعي الفتوى رقم: ٢٣٠١٥، والفتوى رقم: ١١٧٢٢.

وذكر ما حصل من أبيك لأجل الاستفتاء لا شيء فيه، فقد أباح العلماء الغيبة في أحوال منها الاستفتاء، وقد ذكرناها كاملة في الفتوى رقم: ٦٠٨٢، والواجب عليك هو أن تنصحي أباك بترك هذه العادة، واستبدالها بالدعاء لجدتك والتصدق عنها، ونحو ذلك مما يصل نفعه إليها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ شوال ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>