للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تدرس الطب وامرتها الإدارة بخلع الحجاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[عمري ٢٠ سنة أدرس بكلية الطب وألبس الحجاب، والحجاب هنا يتمثل في القبعة "إحاطة" مع الوشاح في الرقبة، وأمرونا بأن لا نضع شيئاً على رؤوسنا فماذا أفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلمي -وفقنا الله وإياك- إلى ما فيه رضوانه، أن الحجاب واجب شرعي من واجبات هذا الدين، فيجب عليك الصبر على الالتزام بهذا الواجب حتى وإن أدى هذا الأمر إلى ترك دراستك في الكلية، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن هذا الأمر بلاء من الله عز وجل ليبتلي به المؤمن، فيثبت قوي الإيمان المتمسك بدينه وأوامره ولا يتزحزح عن صراط الله المستقيم، بينما يهوي ضعيف الإيمان والعزيمة، ويتنازل عن واجبات دينه التي هي روح المؤمن وحياته، واعلمي أن الجنة ثمنها غالٍ والطريق إليها مليء بالعقبات، فليكن ذلك زاداً لك على الثبات، قال الله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران:١٤٢] .

وإذا عرفت هذا فنوصيك بالصبر وعدم التخلي عن الحجاب، مع محاولة الاستمرار في الدراسة ما لم تستلزم محظوراً شرعياً، كما نوصيك بالاستعانة بالله تعالى والدعاء إليه بتضرع وخشوع، وتحري أوقات الإجابة مثل ثلث الليل الأخير، وكم من كروب فرجت بفضل الدعاء، فإن الله على كل شيء قدير.

وعليك بالإكثار من قول "حسبي الله ونعم الوكيل" قال الله تعالى: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ* الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران] .

وإليك بعض الأدعية والأذكار التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالات:

١- لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم. متفق عليه.

٢- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت. رواه أحمد.

٣- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. رواه أحمد.

٤- الله الله ربي لا أشرك به شيئاً. رواه أبو داود.

٥- اللهم اكفنيهم بما شئت. رواه مسلم.

٦- الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعاً، الله أعز من أخاف وأحذر، وأعوذ بالله الذي لا إله إلا هو، الممسك السموات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان، وجنوده وأتباعه وأشياعه، من الجن والإنس، اللهم كن لي جاراً من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك. ثلاث مرات، رواه البخاري في الأدب المفرد.

٧- اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. رواه أحمد.

٨- اللهم أنت عضدي وأنت نصيري، بك أجول وبك أصول وبك أقاتل. رواه أبو داود، وراجعي الفتوى رقم: ١٢٤٩٨.

ونسأل الله تعالى أن يكشف غمة كل مسلم ويفرج كربه ويزيل همه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ شعبان ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>