للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أخوه يسرق ودعي للشهادة عليه فماذا يفعل]

[السُّؤَالُ]

ـ[فسؤالي هو أنني أعمل في مركز صيانة سيارات أمريكية التابع لأخي الذي يكبرني سنتين فقط وشريكه. أخي هذا قام قبل فترة وجيزة بسحب كل صلاحياتي من المركز حيث كنت أعمل محاسبا فالنقود كانت موجودة معي وأنا الذي كنت أقوم بشراء القطع للمركز وأحاسب الزبائن وأكتب الفواتير، فقام أخي بسحب جميع النقود التي معي وقال لي أنت سراق وقام بخصم من راتبي ٤٠ دينارا بشكل دائم،فقمت وجلست معه وقلت له لماذا تفعل هذا يا أخي قال لي أنت سراق وحرامي مع العلم أن شريكه قال له يا فلان لا يجوز لك في أي يوم من الأيام أن تمسك نقودا بيدك لأنه يوجد محاسب والذي هو أخوك الأصغر فهو متعلم وفاهم كثيرا وأنت يا فلان تجهل أمور المحاسبة والإدارة فاتركها لأخيك، مرت سنة وبعد ذلك قام أخي بسرقة المركز وأصبح يسرق شمالا ويمينا بمعنى حرق الأخضر واليابس، فقلت لة يا أخي انت قد قمت بخصم ٤٠ دينارا من راتبي فأصبح راتبي ٢٠٠ دينارا، فأنا يا أخي متزوج ولدي طفلتان وبيتي إيجار وليس ملكا -والملك لله وحده- فقال لي (انشاء الله تشحد وبمعنى تتسول في الشوارع ما دخلي أنا في) فقلت له يا أخي إن النقود قد قامت بعمي عيونك وأصبحت مغرورا بعد ما أصبح معك نقود كثيرة، فأعطني قليلا يا أخي: فقال لي: (شو رأيك تجلس في البيت وأصرف عليك) يستهزئ علي، بعد فترة عرف شريكه بأنه توجد نقود كثيرة تسرق وأن شيكات تصرف من البنك بأسماء وهمية لصالحه‘ فقال له شريكه إن أخاك الذي هو أنا قد قال لي إنك تسرق، فهل هذا صحيح، مع العلم أني لم أقل له أي شيء، فلهذا السبب قد قام أخي بالتصرف معي هكذا، يا إلهي أخي لماذا مغرور، والله العظيم يقوم بإعطاء الناس نقودا وهم ليسوا بحاجة إليها، والعلم عند الله، ويتجاهل إخوانه يمشي ورأسه إلى الأعلى ويتكلم من أنفه من شدة الغرور ويسرق كثيرا ويصرف من النقود بمعدل ١٠٠ دينار أردني يوميا على اللبس هو وزوجته وأنا ليس لابنتي شييء لتلبسه في رجلها حاشاكم الله، والله العظيم أجلس وأبكي على نفسي لماذا يفعل بي أخي هكذا أليس أنا أخاه من أبيه وأمه، نفسي تقول لي خذ هذه ٥ دنانير واشتر لابنتك بها حليبا أو حفاظات أو أكل وشيء تلبسه، يأتي عمي الذي هو مثله يقوم بإعطائه بعضا من النقود فأقوم أنا بالنظر إلى هذه النقود وأقول أليس لي حق فيها، أنا بحاجة ماسة لها ... بعد ذلك قال لي شريكه يا فلان سوف آتي بعد بضعة أيام وأقوم بوضع يدك على القرآن وتقول كل ما لديك إذا كنت تعرف شيئا عن السرقات التي تدور في المركز، زبدة الموضوع هو أنني اذا قمت بحلف اليمين على المصحف سوف أدمر أخي ويصبح في الشارع بدون ملجأ أو عمل مع أنه يفهم في عمله بشكل خبير خبير (معلم) فسوف يصبح في الشارع لأن الذين يكرهونه أكثر من الذين يحبونه من شدة غروره بعد ما اصبح له مركز وبحوزته نقود كثيرة ليست من حقة بالفعل، ماذا أفعل دلوني على الصواب ... أرجوكم.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

ما ذكرته عن أخيك يتنافى مع تعليمات الشرع الحنيف، وإذا كنت على يقين من سرقته فمن واجبك أن تبلغ عنه إذا لم يستجب لرد ما سرقه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شك في أن ما ذكرته عن أخيك من سوء معاملتك ومن التعالي على الناس والغرور ... يتنافى مع ما أمر به الشرع الحنيف من صلة الرحم والحض عليها ومن الرفق بالضعفاء والتواضع وخفض الجناح للمؤمنين. قال تعالى: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر:٨٨] ،

وقال صلى الله عليه وسلم: ما تواضع أحد لله إلا رفعه. رواه مسلم.

وقال أيضا: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد. رواه مسلم.

وما ذكرته عنه من السرقة يعتبر جرما كبيرا وإثما عظيما، وواجبك هو نصحه بترك ما هو عليه من سوء السلوك، والدعاء له بالهداية.

وفيما يخص سرقته لأموال الشركة فإن أمكن تخليصها منه دون فضحه فذاك أولى وأجمل، وإلا كان من واجبك أن تبلغ أرباب الشركة بما علمته من سرقته إن كنت تعلم ذلك حقا، لا إن كان مجرد شائعات. وإن لم تخبر عنه في حال علمك أثمت بتفريطك في تخليص ذلك المال، وكان عليك ضمانه عند من يرون أن الترك فعل، قال الخرشي: ... والمعنى أن من قدر على خلاص شيء مستهلك من نفس أو مال لغيره بيده، كمن محارب أو سارق أو نحوهما أو شهادته ... وكتم الشهادة أو إعلام ربه بما يعلم من ذلك حتى تعذر الوصول إلى المال بكل وجه ضمن دية الحر وقيمة العبد ... اهـ.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>