للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معنى البيعة]

[السُّؤَالُ]

ـ[عند قراءة الفتوى رقم٦٥٧٣ في هذا الحديث: وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي\" هل يمكن أن تفيدوننا ما المبايعة أي ما معنى بايعه.

جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالبيعة في اللغة لها معان فتطلق على المبايعة على الطاعة، وتطلق على الصفقة من صفقات البيع. قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ {الفتح: ١٠} . وقال صلى الله عليه وسلم لمجاشع عندما سأله علام تبايعنا؟ قال: على الإسلام والجهاد. وهي عبارة عن المعاقدة والمعاهدة، وفي الاصطلاح كما عرفها ابن خلدون في المقدمة: العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره. وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيدا للعهد فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، وصارت البيعة تقترن بالمصافحة بالأيدي. اهـ.

وقال في تحفة الأحوذي: والمبايعة عبارة عن المعاهدة، سميت بذلك تشبيها بالمعاوضة المالية كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ {التوبة: ١١١} . اهـ.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ذو الحجة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>