للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[صاحب الدين والخلق مقدم على غيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

أطرح بين يديكم هذه المشكلة التي حولت حياتي إلى هم مستمر وتفكير دام أنا فتاة في ٣٤ من عمري تقدم ابن جيراننا لخطبتي منذ أربع سنوات لكن أهلي رفضوا لأنه من الجنس الأسود ولكن بقينا على اتصال ثم تقدم ابن عمي ليخطبني فرفضته رغم أني أوافق عليه فهو والله إنسان صالح وتقي ولكن منعتني علاقتي مع ابن جارنا الذي يرفض تماما الانفصال فكل مرة ألقاه فيها يقول لي لا تفكري بالانفصال فإنه آخر حل يخطر على بالي وبما أنه ابن الجيران فإني أعرف العائلة كلها قالت لي أمه ذات مرة \"أنا والله اشد حرصا على ضمك إلينا من ابننا أما أخته فكل مرة نفتح الموضوع فإنها تختمه بالبكاء قالت لي مرة لو انفصلت عن أحمد وتزوجت غيره فأنا لا أعرف ماذا سيحدث له قد يرتكب حماقة فو الله كأنما دست خنجرا في صدري أما أهلي فإنهم لا يتفهمونني إطلاقا وأسمع منهم من الكلام القاسي ما لا يعلمه إلا الله فهم لا يخافون إلا على العريس أن يطير من بين أيديهم فبعدما كنت الفتاة العاقلة أصبحت الفتاة العاصية فلا يوافق على هذا الموضوع إلا واحد من إخوتي ويقول لهم إنه لا فرق بين أبيض ولا أسود إلا بالتقوى فلا تسمع منهم إلا الكلام الفارغ حيروني إذا أرضيت أهلي ضيعت ابن جيراننا وإذا أرضيته هو فقدت أهلي

أرجوكم أفتوني مادا أفعل فإنكم عندي رضا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على المسلمة إذا رغبت في الزواج أن تختار صاحب الدين والخلق، وذلك لأنه الذي يؤمل منه القيام بحقوقها والحرص على إسعادها. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.

فإذا جمع مع ذلك الحسب والنسب كان أولى من غيره لجمعه لخصال الشرف والفضل.

ومن هنا فإننا ننصح الأخت بقبول ابن عمها زوجا، وذلك لأنه الأصلح لك من ابن الجيران، وذلك لأسباب:

١- ... لأنه صاحب دين وخلق كما ذكرت.

٢- ... أن في ذلك برا بوالديها إن كانا موجودين، وحرصا على تماسك العائلة من حدوث الخلاف بسبب رفضك.

٣- ... أن القريب في الغالب من الأحوال يراعي حق القرابة في الزوجة وخاصة مع مرور الأعوام وتقدم الأعمار.

٤- ... أن رأي الجماعة غالبا أصوب من رأي الشخص الواحد علما بأنه كما قال لك أخوك لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى، لكننا ارتأينا لك قبول ابن عمك للاعتبارات التي ذكرنا.

وأخيرا ننبه الأخت السائلة إلى أنه لا يجوز لها أن تختلي بأي أجنبي ولو كان الخاطب، ولا أن تخضعي له بالقول أو تسلكي معه أي ذريعة تؤدي إلى ما لا يرضي الله تعالى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>