للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبادرة إلى الإسلام وكيف يصير المرء مسلما]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا من لبنان لقد كنت أعيش في الولايات المتحدة ولقد سجنت ظلما مدة سنتين بسبب رفضي للزواج من فتاة يهودية ادعت أني حاولت قتلها فلقد عانيت في السجون الأمريكية لمدة سنتين وخلال فترة سجني تعلمت قليلا عن الديانة الإسلامية وذلك يعود لشاب فلسطيني بعد عودتي للبنان تعرفت على فتاة لبنانية مسلمة وتزوجتها في السادس من شهر شباط ٢٠٠٥ وهي الآن حامل في الشهر الخامس ولقد قررت أن أكون مسلما وأن أولادي يولدون على الإسلام ولقد فاتحت أسرتي بهذا الموضوع وقد أجابوني بأنهم سوف ينكرونني وهددوني بأن يأخذوا بيتي الذي أعيش فيه الآن الذي هو حاليا ملك الوالدة كما أني أشتغل في بلدية عبرا شرق صيدا محافظة الجنوب ولقد سمعت كلاما لم يسرني وفهمت بأنني إذا تركت الديانة المسيحية وأصبحت مسلما فسيفصلونني من عملي إني أطلب من حضرتكم بعض المساعدة في هذا الموضوع وأريد الحوار معكم في أسرع ما يمكن ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن دين الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله من أحد سواه، ولا ينجو من عذاب جهنم إلا أتباعه، وإن الإسلام وما فيه من تقرير للتوحيد ونفي للتثليث وللعقائد الباطلة موافق للعقل السليم وللفطرة المستقيمة، وإن حاجتك للإسلام أعظم من حاجتك إلى الطعام والشراب والهواء الذي تتنفسه إذ يتعلق بانتمائك إليه مصيرك في الآخرة فإنها إما جنة أبدا أو نار أبدا، فلا تحاب في دين الله أحدا لا أما ولا أبا ولا عشيرة، فبادر بالدخول في الإسلام والنطق بالشهادتين قبل أن يدهمك الموت وأنت على النصرانية، واصبر على أي ضرر مادي يلحق بك من جراء اعتناقك للإسلام كفصل وظيفة أو طرد من بيت فإن لذات الدنيا كلها لا تساوي أن يعرض المرء نفسه لعذاب يوم القيامة، واعلم أن ما يصيب المسلم من ابتلاء بسبب تمسكه بدينه فإن الله تعالى يجزيه به خيرا في الآخرة ويثقل له ميزان حسناته. قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وانظر الفتويين: ٢٧٠٨٢، ١٣٨٤٩.

هذا، وإن الدخول في الإسلام لا يتطلب إلا النطق بالشهادتين ولا يلزم الإعلام عن ذلك ولا الإشهاد عليه، وانظر الفتويين: ٦٤٥٤٣، ٥٧٧٤٩.

فإذا تقرر هذا فاعلم أن بإمكانك أن تدخل في الإسلام وتقيم شعائره كاملة بدون أن يعلم أهلك فتتجنب بذلك الصدام معهم إلى أن يأتي اليوم الذي تستطيع فيه إشهار إسلامك.

وننصحك بالانخراط في مجتمع المسلمين وبأن تصحب الشباب الصالح المستقيم منهم فتتعلم منهم أمور دينك كصفة صلاة وطريقة قراءة القرآن ونحو ذلك.

ونوصيك كذلك بكثرة استماع أشرطة القرآن الكريم فإن القرآن شفاء لجميع أمراض القلوب واستماعه بتدبر وحضور قلب من أقوى أسباب الهداية والاستقامة.

واعلم أن زواجك بتلك السيدة المسلمة قبل إسلامك باطل بإجماع المسلمين فلا يحل لها أن تمكنك من نفسها حى تسلم وتتزوجها زواجا صحيحا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ رجب ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>