للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يحرم مرور المرأة أمام الرجال وهي لابسة ما فيه رائحة طيبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشايخنا الأعزاء: أنا طالبة أدرس في جامعة خاصة بالطالبات، ولكن يوجد فيها مدرسون ودكاترة، ونحن الآن في سنة التخرج، ونريد أن نقيم احتفالاً وسيكون من ضمن المدعوين أولياء الأمور-الآباء والأمهات- وكذلك المدرسون والدكاترة، وفي هذا الاحتفال تهدى بعض الطالبات عقوداً من الفل، فهو يجوز للطالبات لبس هذا العقد مع العلم أن هناك من يحضر هذا الاحتفال من الرجال، أي المقصود هل لبس الفل بحضور الرجال له نفس حرمة وضع العطر والمرور على جمع من الرجال؟ أرجو توضيح هذه المسألة، لأنني أشعر أن هناك الكثير من المحرمات التي استهان بها الناس ورأوها شيئاً عادياً؟

شكراً لكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المرأة لا يجوز لها المرور أمام الأجانب وهي متلبسة بما فيه رائحة طيبة، لما في صحيح مسلم مرفوعا: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء. وفي حديث أبي داود: والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية.

وفي حديث النسائي: إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا. وفي حدث أبي داود: ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل.

ولا فرق في هذا بين العطر وغيره، لأن علة التحريم هي البعد عن كل ما يثير الفتنة، والرائحة الطيبة موجودة في الفل، ويخشى أن تثير الرجال وتحملهم على النظر.

قال المباركفوري في شرح حديث الترمذي: أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية. قال رحمه الله: لأنها هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، ومن نظر إليها فقد زنى بعينه فهي سبب زنا العين فهي آثمة. اهـ.

ولا شك أنه لا يستوي من تقصد الفتنة مع غيرها، ولكن الكل محظور عليهن المرور أمام الرجال بالرائحة الطيبة.

وبناء عليه، فننصحك إذا أخذت العقد أن تحفظيه عندك حتى تبتعدي عن الرجال وتلبسه في بيتك أو مع زميلاتك. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: ٧١٠٤٧، ١١٩٤٢٠، ١١٨٨٤٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>