للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعمل لتأمين احتياجات البيت وزوجها يمنعها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود طرح مشكلتي مع زوجي الذي يصر على تركي للعمل ويضغط علي بالطلاق إن لم أفعل , بالرغم من أني لم أعمل إلا بعد موافقته أولا, إضافة إلى أوضاعنا المادية غير مستقرة بتاتا وتتطلب وجود دخل ثان, ووالله إني أود المكث بالمنزل معززة مكرمة لكن للأطفال احتياجات تفوق كاهل الزوج وتزيد يوما بعد يوم, وكمحاولة لإرضائه تقدمت بإجازة لمدة شهرين ضاقت خلالها أوضاعنا لدرجة صعبة لم نجد فيها أبسط المتطلبات الأساسية من أكل وشراب ناهيك عن طلبات طفلي الرضيع من حفاظات وغيره! لأن زوجي ليس له وظيفة ثابتة فهو يملك عربة هي مصدر دخله وحين تتعطل لا نجد مالا لا للتصليح أو للبيت! حينها عدت مضطرة للعمل, ووالله إني أحاول جاهدة عدم التقصير في البيت أو بحقه, كما أن ظروف العمل مناسبة جدا: مكان العمل على بعد ٣ دقائاق من البيت, المرتب عال, الترقية بعد شهرين سيتضاعف معها المرتب , سمح لي المدير بإحضاري لطفلتي الرضيعة معي, تم تخفيض ساعات عملي دون تخفيض الراتب , لي مكتبي الخاص بعيد عن باقي الموظفين, وكل الموظفين على درجة من التدين عالية جدا. ومع ذلك كله يصر زوجي على موقفه العنيد! والله لو استطاع زوجي تأمين دخل ثابت للبيت ما ترددت لحظة في الاستقالة لأن الإجهاد نال مني مبلغه بين البيت والعمل!

أفيدونى وخصوصا في تهديد زوجي لي بالطلاق مرارا وأخذ بناتي مني! , مع العلم أن زوجي غير متدين بالمرة (- وهذه مشكلتي الثانية-) بالرغم من محاولاتي المتكررة لترغيبه في الدين الا أن رفقاء السوء ما تركوا لي فيه منفذا, وزينوا له المنكر فما عدت قادرة على فعل شيء غير البكاء ليلا والدعاء له ليستره المولى ويتوب عليه قبل بلوغ بناته سن التمييز ولا يفضحه أمامهم. إني والله أتعذب وأتمنى أن يمن الله علينا برحمته ويهدى لي زوجي لأنه لو عرف الله حق معرفته سيتقى الله فيّ وفي بناته وسأترك العمل حبا وكرامة من أجله والرزق على الله, لكن لا أستطيع ترك العمل وهو يأتينى ليلا مترنحا في حين عدم وجود قطعة خبز بالمنزل!!! وسامحوني إن أطلت لكني صابرة منذ أعوام وما عدت أطيق الحال, أفيدونى وادعوا له بالهداية عل المولى يستجيب لكم. وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تخشين إن تركت العمل أن يفوت سبب الرزق الذي بيدك، وأن زوجك بوضعه الحالي لا يمكن أن يقوم بنفقات البيت، فاجتهدي في إقناعه بعدم ترك العمل، وأنك في هذا العمل لإعانته ومساعدته، فإن أصر ولم يقنع بذلك، فوسطي من الأقارب من يحدثه بذلك، فإن أصر على موقفه، فأنت مخيرة بين أن ترفعي أمرك للقضاء أو أن تمتنعي عن ترك العمل حتى يسوق إليك نفقتك، أما إن كان يسوق إليك نفقتك الواجبة إلا أن هذه النفقة ليست كما تريدين من التوسع وأمرك بترك العمل وجب عليك طاعته، ولمعرفة المقصود بالنفقة الواجبة تراجع الفتوى رقم ٥٠٠٦٨.

ونوصيك بنصحه وتذكيره بالله تعالى بأن تختاري الوقت المناسب للحديث معه، وبعبارات لطيفة مهذبة، ويمكن أن تهدي إليه بعض الأشرطة النافعة، أو تستمعيها عند حضوره، وأكثري من الدعاء له بالخير والصلاح والهداية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ذو القعدة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>