للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الموازنة بين أمور الدنيا والآخرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[فأنا أعمل في دائرة حكومية ودوامي من الساعة ٨ إلى ٣ وخلال هذه الفترة يصعب علي ذكر الله وتعلم العلم الشرعي لمخالطة الناس وكثرة المشاغل، فبماذا تنصحونني حتى لا أكون مذنبا وأكون على الطريق الحق، وهل أترك هذا العمل لأن الدوام فيه طويل وأبحث عن غيره، وهل يمكن والحالة هذه أن أكون من طلاب العلم مع العلم بأن طلب العلم يحتاج إلى وقت وتفرغ، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: ٧٨٥٨١، والفتوى رقم: ٥١١٨٠. أن العلم الشرعي منه ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب، ولا يأثم المسلم إلا إذا ترك تعلم ما يجب عليه تعلمه، وأما العلم المستحب فلا يكون مذنباً إذا فرط في تعلمه، وإن كان قد فاته خير كثير، لا شك أن الجمع بين تعلم العلم وكثرة مخالطة الناس والانشغال بالعمل والوظيفة ليس سهلا، ومع ذلك فلا ينبغي للمسلم أن يستغرق وقته كله في أمور الدنيا على حساب ما يتعلق بالآخرة.

بل ينبغي أن يوازن بين ذلك فعند ما يجد فرصة للتعلم انتهزها، وعندما يجد فرصة للاستغفار والحمد وسائر ذكر الله تعالى انتهزها أيضاً، ولو أثناء العمل لأن ذلك لا يكلفه شيئاً، وعليه أن ينتبه للصلاة في وقتها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٣٧١٨٨، لترى فيها نصيحتنا لمن هو في مثل حالك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ربيع الثاني ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>