للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يصح نسبة قصيدة يا سيد السادات للإمام أبي حنيفة]

[السُّؤَالُ]

ـ[شارك أحد الأعضاء في موقعي بهذا الموضوع المنسوب للإمام أبي حنيفة النعمان:

قصيدة يا سيد السادات لأبي حنيفة النعمان

كتب أبو حنيفة هذه القصيدة ليتقرب بها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولينشدها بين يديه في أثناء زيارته، ولم يطلع عليها أحد.

فلما وصل إلى المدينة المنورة، سمع المؤذن ينشدها على المئذنة،! فعجب من ذلك وانتظر المؤذن.

فسأله: لمن هذه القصيدة؟!.

قال:لأبي حنيفة.

قال: أتعرفه؟.

قال: لا.

قال: وعمن أخذتها؟!.

قال: في رؤياي أنشدها بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فحفظتها وناجيته بها على المئذنة.

فدمعت عينا أبي حنيفة..

يا سيد السادات جئتك قاصدا أرجو رضاك وأحتمي بحماكا

والله يا خير الخلائق إن لي قلبا مشوقا لا يروم سواكا

وبحق جاهك إنني بك مغرم والله يعلم أنني أهواكا

أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ كلا ولا خلق الورى لولاكا

أنت الذي من نورك البدر اكتسى والشمس مشرقة بنور بهاكا

أنت الذي لما رفعت إلى السما بك قد سمت وتزينت لسراكا

أنت الذي ناداك ربك مرحبا ولقد دعاك لقربه وحبا كا

أنت الذي فينا سالت شفاعة ناداك ربك لم تكن لسواكا

أنت الذى لما توسل آدم من زلة بك فاز وهوأ باكا

وبك الخليل دعا فعادت ناره بردا وقد خمدت بنور سناكا

ودعاك أيوب لضر مسه فأزيل عنه الضر حين دعاكا

وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا بصفات حسنك مادحا لعلاكا

وكذاك موسى لم يزل متوسلا بك في القيامة محتم بحماكا

والأنبياء وكل خلق في الورى والرسل والأملاك تحت لواكا

لك معجزات أعجزت كل الورى وفضائل جلت فليس تحا كي

نطق الذراع بسِمه لك معلنا والضب قد لباك حين أتاكا

والذئب جاءك والغزالة قدأتت بك تستجير وتحتمى بحماكا

وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت وشكى البعير إليك حين رآكا

السؤال: هل هذه القصة حقيقة، وهل القصيدة فعلاً كتبها الإمام أبي حنيفة وكيف أرد على هذا العضو؟؟؟

وحزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

لم ترد هذه القصيدة بسند صحيح إلى أبي حنيفة، ومحتواها ينافي اعتقاد أبي حنيفة في النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي فهي مكذوبة عليه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه القصيدة قد وردت في بعض الكتب التي لا تتوخى الصحة في النقل ككتاب المستطرف للأبشيهي، وهو كتاب مليء بالأساطير والخرافات التي لا يصدق مثلها عاقل.

ولا تخفى خيوط الأسطورة في القصة التي ابتدأ بها التقديم للقصيدة.

وعلى أية حال، فإن ما ورد في القصيدة هو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن فيها والعياذ بالله ما قد يجعل عقيدة معتقده في خطر شديد. هذا وفي البخاري عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله. قال ابن القيم: فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة، وذكره سبحانه بصفة العبودية في أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء.

وأبو حنيفة -رحمه الله- هو أحد الأئمة الأربعة الذين انتشرت مذاهبهم وكثر أتباعهم، وشهد لهم عامة المسلمين بأنهم على هدى من ربهم.

ولا يتصور في حقه أنه يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عنه. وبالتالي فهذه القصيدة مكذوبة عليه، وراجع الفتوى رقم: ٧٠٤٠٩، والفتوى رقم: ١٤٦١٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>