للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العلاقة العاطفية بين الأجنبيين هل تقطع تدريجيا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري قمت من حوالي سنتين بالتعرف علي شاب وقد أحببنا بعضا واتفقت معه على أننا سنظل على اتصال لمدة عدة أشهر حتى نتعرف علي شخصية بعضنا أكثر ثم نقطع هذا الاتصال خشية من غضب الله علينا ونتكلم كل أسبوعين لنعرف أخبار بعض مكالمة واحدة وبعد هذا بفترة نقوم بقطع الصله بيننا نهائيا حتي يسافر ويكون مبلغا من المال لخطبتي وفي هذه الفترة نعرف أخبار بعض عن طريق أخته ... فهل هذا حرام، أنا لم أشأ أن أقطع العلاقه نهائياً مرة واحدة حتي لا نضعف ونعود مرة أخرى لذلك قمت بذلك خطوة خطوة.. وأنا أعلم أن في ذلك بعض الحرمانية، ولكن الله يعلم أن نيتي هو ما أصل إليه في النهاية وهو قطع العلاقه نهائياً.... فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أنك أخطأت من جهتين:

الأولى: من جهة إقامة علاقة عاطفية بينك وبين هذا الشاب، وهذا أمر محرم بلا شك، فالواجب عليك قطع هذه العلاقة فوراً، وكم من علاقة قامت على هذا الأساس وكانت عاقبتها فتنة وشراً وفساداً، والنية الحسنة لا تحسن العمل السيئ، وعزمك على قطع هذه العلاقة في النهاية لا يسوغ لك الاستمرار فيها الآن، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٦١٢٥٥.

الثانية: من جهة ظنك أن هذا الأسلوب يمكن به معرفة حقيقة الشخص، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فقد يتكلف المرء حسن الخلق والظهور بالمظهر الحسن والسمت الطيب، وواقعه خلاف ذلك، ولذلك كثيراً ما يفشل الزواج الذي يكون سببه مثل هذا الحب الزائف والتعارف الخاطئ، فمن أراد أن يعرف حقيقة دين وخلق الآخر فعليه أن يسأل عنه من يعرفه من ثقات الناس ومن تعاملوا معه وكانوا منه على قرب، وعليه أيضاً أن يستخير الله في أمره، وانظري لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٠٢٦٦، ٨٧٥٧.

ثم إننا ننصح بأن لا تكون المرأة على مواعدة مع شاب لخطبتها والزواج منها بعد فترة قد يطول أمدها، فقد يتركها بعد ذلك كله ولا يتزوج منها، فيتقدم بها العمر فيزهد فيها الخطاب، وننبه إلى أنه ينبغي المبادرة إلى إتمام الزواج ما أمكن بأسهل السبل وأيسر المهر، فذلك من أسباب مباركة الله فيه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>